في ظل تزايد الأصوات المطالبة باستقالته ،هل أصبحت ليبيا بداية النهاية لراشد لغنوشي ؟

انعكس ما يفعله الغنوشي وتصرفاته فيما يتعلق بالأزمة الليبية على حركة النهضة في تونس وأثرت بالسلب على ارضيتها في الشارع التونسي سواء داخل شق ما يعرف ب "الوحدة والتجديد " أو لدى معارضيه من خارج النهضة وخاصة حزب الدستوري الحر.

شق الوحدة والتجديد بالحركة الذي طالب ولازال الغنوشي بالتنحي عن رئاسة الحركة قبل نهاية العام الحالي  وانتقد بعضهم  انفراده بالقرارات واتخاذ مواقف بشكل منفرد دون العودة لباقي الاعضاء 

وهذا ما تسبب في انشقاقات داخل النهضة وخلق اجواء مشحونة بدأت تفوح رائحتها خارج أسوار مقر مونبليزير وبدأ شق الوحدة والتجديد الباحث عن تغيير في السياسة العامة للحركة و مواقفها تجاه القضايا الدولية و الاصرار على عقد مؤتمر الحركة قبل نهاية سنة 2020 خاصة بعد تعالي الأصوات التي تطالب الغنوشي بالتنحي عن منصبه كرئيس لها 

وما زاد الطين بلة هو رفض الغنوشي عقد المؤتمر رغم ان مدة ولايته كرئيس للحركة انتهت منذ شهر ماي الجاري الا انه لايزال متشبث بالمنصب متعللا بأن الظرف لا يسمح بانتقال قيادي والبلاد تمر بأزمة في محاولة يائسة منه للبقاء في الحركة لتوجيهها لصالح التعليمات التي يتلقاها من تركيا وحليفه اردوغان 

وما زاد الأمور سوءا وتعقيدا هي المكالمة التي اجراها الغنوشي مع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبي وهنأه فيها على استيلاءه على قاعدة الوطية الجوية ليبعث رسالة واضحة وصريحة بأن تونس اتخذت صفها خلف المحور التركي القطري واقحم تونس في لعبة المحاور دون مرعاة للمصلحة العليا للبلاد و لأمنها القومي وهو ما اعتبره البعض خيانة 

وهذا الاصطفاف قوبل بحالة من الغليان داخل البرلمان التونسي وعجل باصدار 7 احزاب  سياسية لبيانات تنديد وادانة لهذا التصرف وتم اعتباره تجاوزا للدولة ولصلاحيات رئيس الجمهورية المسؤول الأول عن السياسات الخارجية للبلاد 

والمتابع لما يحدث في حركة النهضة من تجاذبات داخليا جراء تصرفات الغنوشي الذي كثر اللغط حوله أرجأ استقالة الرجل الثاني في الحركة عبد الفتاح مورو لهذه الاسباب واحدثت استقالته جدلا واسعا  في الاوساط التونسية والعربية ويرى البعض ان هذه الخطوة  هي سقوط جديد للحركة وزلزال هز كيان الاخوان في تونس خاصة وان مورو يعتبر لحد بعيد من القيادات المعتدلة في الحركة واحد مؤسسيها ، فيما يرى البعض الآخر انها مناورة من جماعة الاخوان بعد حالة السخط الشديدة التي سيطرت على الشارع التونسي بسبب مواقف الغنوشي المتكررة وتعاطيه مع الازمة الليبية  وتأزم وضعه في البرلمان التونسي الذي قد يؤدي بعزل الحركة عن حلفاءها  داخله ودخول البلاد في ازمة خانقة كل المؤشرات توحي بوقوفها وهو ما سيعجل بسقوط هذه الحركة المتخبطة في سياسات لا تتماشى والواقع التونسي 

والأيام القادمة وحدها كفيلة بمعرفة ماذا سيحدث وكيف ستكون ردود الفعل حول عدم رضوخ الغنوشي للأمر الواقع وادراكه ان الشعب التونسي لا يغفر لأي كان ان يحدد مصيره كما يريد وان النمط المجتمعي التونسي لا أحد بإمكانه تغييره او فرض اجنداته عليه.
أحدث أقدم

إعلان

نموذج الاتصال