خالد شوكات يتحدث عن : تمرميد الحبيب الصيد" وسقوط الحكومة ومجيء العصابة..

كتب القيادي السابق بحزب قلب تونس خالد شوكات على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك مايلي : 

المشروع الحضاري الوطني..
نشأت في عائلة بها اهتمام كبير بالسياسة، فوالدي أطال الله في عمره غرس فينا حبّ العمل العام، وقام بتربيتنا على نظرة إيجابية للعمل السياسي، وعلى الرغم من سياقات الحكم الفردي التسلطي التي جعلت الحديث في السياسة ناهيك عن ممارستها عملا جالبا للمتابع فقد وفّر لنا الوالد مساحة للحرّية، ولم ينصحنا كما يفعل الاباء ب"أن نمشي الحيط الحيط"، بل دعانا دائما الى ان نكون أصحاب رأي وموقف وأن لا نحجم عن التعبير عمّا نعتقده صوابا..


ومن الأشياء التي علقت بذهني منذ الطفولة، محبّة والدي وتقديره الكبير لرجلين مهمين في التاريخ السياسي المعاصر لتونس: الأول هو أحمد بن صالح والثاني هو محمد مزالي رحمهما الله.. كان والدي يقول أنهما يملكان "مشروعا حضاريا وطنيا"، أي إنهما لم يمارسا الحكم للحكم، بل مارسا الحكم في ارتباط بمشروع تنموي كبير، وكان واثقا في اخلاصهما للوطن والامة مدافعا عنهما الى اليوم، مخالفا بذلك الغالب على تقييم الناس السلبي لهما، الاول لتجربته في التعاضد والثاني لحماسته للتعريب. 


لاحقا، كانت أوّل لجنة اقترحتها على سي الباجي رحمه الله ونحن في الطور التأسيسي لحركة نداء تونس هي "لجنة المشروع الحضاري الوطني"، كان الهدف منها اعداد مشروع للحكم حتى اذا ما وصلت الحركة للسلطة لم تحكم هكذا سبهللا كما ستفعل لاحقا جراء غلبة عناصر الرداء وشهوة السلطة.. 



ثم انني كررت صنيعي عندما اصبحت عضوا في اول حكومة للجمهورية الثانية وزيرا وناطقا رسميا مع سي الحبيب الصيد، فقد اردتها ان تعود للتخطيط الذي أرسى تقاليده سي احمد بن صالح وتوطدت روحه مع استلام سي محمد مزالي للحكم، وكان ان تبنت الحكومة مشروع المخطط الخماسي 2016-2020، الذي كنت ابرز المتحمّسين والمنظرين له، وفي الختام تمكنت عناصر الرداءة أيضا من الانتصار علينا مجددا..بالمؤامرة التي تعرفونها جميعا وانتهت ب"تمرميد سي الحبيب الصيد" وسقوط الحكومة ومجيء العصابة.. 


مع كل هذه الخيبات لن تسقط راية المشروع الحضاري الوطني من ايدينا، انها امانة اجيال من القادة العظام الذين أنجبهم هذا الوطن.. على السفينة الوطنية ان تغادر بحر الترقيع والسياسة السياسوية.. وان يكون لتونس مشروع حكم ذو مرجعية حضارية وفي أفق امتنا العربية الاسلامية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال