تشهد القارة الأوروبية موجة حرّ استثنائية لم تعرفها منذ عقود، مما دفع العديد من الدول، وعلى رأسها إيطاليا، إلى إعلان حالة التأهب القصوى في ظل ارتفاع شديد وغير معتاد في درجات الحرارة، تجاوز المعدلات الفصلية لشهر جوان (يونيو) بأكثر من 6 درجات مئوية.
ووفق ما أعلنته الهيئة الإيطالية للأرصاد الجوية، فإن مدنًا كبرى في البلاد، بما في ذلك المناطق الساحلية، سجّلت درجات حرارة تتراوح بين 36 و40 درجة مئوية، وسط أجواء خانقة ليلًا، ما زاد من معاناة السكان وأربك الحياة اليومية.
الذروة يوم السبت: حرارة قصوى حتى في قمم الجبال
تشير توقعات الأرصاد إلى أن ذروة هذه الموجة الحارّة ستكون يوم السبت، حيث يُتوقع أن يصل الضغط الجوي إلى مستويات غير مسبوقة (5300 متر فوق سطح البحر)، ما يعني عمليًا اختفاء البرودة حتى من فوق قمم الجبال.
وفي سابقة نادرة، من المنتظر أن لا تشهد قمة مونتي بيانكو الشهيرة أي صقيع ليلي، وهو أمر لم يُسجّل منذ عقود طويلة.
أسباب علمية وراء الظاهرة
يرجع الخبراء هذا التصعيد الحراري إلى تمركز كتل هوائية شديدة السخونة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، مما يحدّ من تكوّن السحب ويضاعف من تأثير الأشعة الشمسية، وهو ما يسرّع من تفاقم الوضع المناخي.
موجة حر بحرية تزيد الطين بلة
وفي تصريح خاص لـ"موزاييك نيوز"، أكد المهندس بالرصد الجوي محرز الغنوشي أن هذه الموجة تتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط، في ظاهرة وصفها بـ"موجة حر بحرية".
وقال الغنوشي: "صور الأقمار الاصطناعية تُظهر أن بعض المناطق تجاوزت المعدلات المناخية بأكثر من 5 درجات، وهو مؤشر مقلق."
وأضاف الغنوسي :"الصيف لا يزال في بدايته، وكل السيناريوهات واردة. الخريف القادم قد يكون استثنائيًا من حيث الظواهر الجوية القصوى."
وختم قائلاً:"تغير المناخ لم يعد مجرد تحذير نظري، بل واقع نعيشه يومًا بيوم، ويؤثر على حياتنا اليومية. نسأل الله السلامة لشعوب المنطقة."
Tags
أحوال الطقس