قبيل ‏ساعات ‏من ‏انطلاق ‏الحجر ‏الصحي ‏الموجه..الياس ‏الفخفاخ ‏يتوجه ‏برسالة ‏الي ‏جنود ‏الصف ‏الأول ‏|Mosaique ‎News

موزاييك نيوز هو موقع إخباري جامع تجدون فيه كل الأخبار الوطنية و العالمية لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة .

توجه رئيس الحكومة الياس الفخفاخ من خلال تدوينة على صفحته الرسمية فايسبوك برسالة الي من اعتبرهم جنود الصف الاول.
هذا فحواها:
"أعزائي جنود الصف الأول،

إذا مـــا طمحــتُ إلــى غايــةٍ ركــبتُ المُنــى، ونسِـيت الحـذرْ
ولــم أتجــنَّب وعــورَ الشِّـعاب ولا كُبَّـــةَ اللّهَـــب المســـتعرْ

ونحن ندخل في مرحلة الحجر الصحي الموجه، أستحضر أبيات شعر لإبن تونس وشاعرها الأول أبو القاسم الشابي. أردت أن أتوجه لجنود الصف الأول لشكركم على كل ما فعلتوه منذ بداية انتشار الوباء وما فعلتم لإنجاح هذه المرحلة والخروج منها بأخف الأضرار الممكنة. وأستغل الفرصة لأتمنى مرة أخرى لكم شهر صيام مبارك، أتمنى أن يكون فرصة أخرى للتضامن والتآزر رغم تغييرنا لبعض  عاداتنا في هذا الشهر من زيارات وصلوات أو تسوّق يومي بسبب جائحة كورونا.

جائحة إنتشرت كالنار في الهشيم ولم يسلم منها أي بلد من أشقائنا وأصدقائنا في المغرب العربي أو أوروبا أو دول كالصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية. اليوم وقد تجاوز عدد المصابين في العالم  اكثر من 3 ملايين شخص ونصف، فإن تأثيراته لا تحصى ولا تعد. وبالرغم من المدّ التضامني الذي شهده العالم، فإن كل الدول أُجبرت على أن تواجه هذه الآفة بطاقاتها ومواردها الوطنية. 

واجهت تونس هذه الجائحة بمفردها ودون مساعدات خارجية كبيرة، وبالاعتماد على مواردنا البشرية والمادية وخاصة بعزيمتنا وحبنا وإيماننا بهذا الوطن. 

كنت أعلنت في خطاب لعموم التونسيين يوم 21 مارس  بأن الحجر الصحي الذاتي  الشامل يقتضي ملازمة نسبة كبيرة من المواطنين منازلهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى لمدة فاقت الشهر. 
أيضا، وفي ظلّ هذا الحجر، طلبت من عدد من التونسيين، ما يناهز المليون ونصف مواطن، جنود الصف الأول، تحمّل مسؤولية الحفاظ على الخدمات الحياتية والأساسية للبلاد.

أردت اليوم أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة لأشكركم على كل ما قمتم وما تقومون به من أجلنا جميعا وما تبذلونه من جهد وتفاني في خدمة الناس، واضعين نُصبَ أعينكم المصلحة العامة والحفاظ على بلدنا العزيز.

كنتم، ولا زلتم، منذ بداية الحجر الصحي الشامل حماة البلاد وصفّها الأول في مجابهة هذا الوباء، واليوم، ونحن على أبواب الدخول في مرحلة جديدة تتمثل في الحجر الصحي الموجه، حيث سينضاف عدد آخر من التونسيين لتعزيز صفوفكم للعمل من أجل باقي المواطنين الملازمين لمنازلهم، كلّي ثقة أنكم ستواصلون حمل المسؤولية بنفس الروح والعزيمة. 
كنتم، وما زلتم  ناكرين لذواتكم مقبلين على العمل مهما كانت الصعوبات والمخاطر التي تتعرضون لها.

أبدأ بشكر كل الاطار الطبي في  تونس والممرضين و كل العاملين في القطاع الصحي وخاصة في الصفوف الأماميّة. انتم جنود الصف الاول و جيش الوطن الأبيض وصمّام أمانها. لكم مني ومن كل الشعب التونسي فائق التقدير والامتنان.

أتوجه كذلك بالشكر  الجزيل الي السلطة القضائيّة والتشريعيّة وإلى جنود الميدان من قواتنا العسكرية والأمنية  واعوان الديوانة والحماية المدنية. بكم أمّن التونسيون كامل مدّة الحجر الصحي الشامل ولم يتوانى فيكم أحد على واجبه وطبقتم قرارات الحكومة في الحد من التنقلات والتجمعات وكنتم، رغم صعوبة المهمة وخطورتها، في الخط الأول وقمتم بما يلزم لردع من لم يلتزم بالحجر.

إلى كل الفلاحين والموظفين وأعوان الرقابة والعملة وكل من حافظ على سير المصالح الحيوية للبلاد من ماء وكهرباء وغاز وبنوك، إلى كل أعوان النظافة والبلديات والمعتمديات والعمد، كل من يساهم في حملات التعقيم، كل من عمل على إيصال المساعدات الاجتماعية لمستحقيها ومن ساعدهم من متطوعين ومجتمع مدني، كل من يعمل على نقل التونسيين في أحسن الظروف، كل من أمن إتصالات الشعب  التونسيين وكل المؤسسات الإعلامية على دورها التوعوي    وكل هذا في إطار مجابهة وباء كورونا. نشكركم فمن دونكم  ما كنا سنسيطر على تفشي الوباء بهذه الكيفية رغم قلة ذات اليد ومحدودية الموارد.
كلكم دون استثناء  مفخرة تونس وأبطالها في هذه الأوقات الصعبة والتي نطلب من الله ان يحفظ تونس وشعبها من هذه الازمة الكبيرة.
حتما سيتذكر التاريخ تضحياتكم  من أجل ألا تقف الحياة في تونس. بِكُم ستعود الحركة الإجتماعية والإقتصادية إلى وطننا بأخف الأضرار الصحية، وأنتم من سهلتم الطريق لمن سيعودون الى العمل تدريجيا مع بداية فترة الحجر الصحي الموجه، للإنطلاق في مرحلة جديدة تكون فيها الأولوية للإصلاح والبناء والتشييد. أنتم الدليل على قدرة بلدنا الدخول في عالم ما بعد نهاية فيروس  كورونا متسلحين بوحدة وطنيّة  وبروح تضامنيّة عالية وبتطلّع لحياة أفضل لكل التونسيين والتونسيات.

أردت، ونحن في قلب العاصفة، أن أتوجه لكم بالشكر على كل ما تقدمونه، وأعرف أنكم لا تنتظرون لا شكرا ولا جزاءً لما تفعلون، لكنه من واجبي أن أشكركم بإسمي وبإسم كل الشعب التونسي. وسيأتي قريبا اليوم الذي سنرى فيه نهاية الجائحة ويومها سنحتفي كما يجب بكم أنتم جنود الصف الأول، وفي إنتظار هذا اليوم، أشدّ على أياديكم وأتمنى لكم التوفيق والسداد.

إلياس الفخفاخ، رئيس الحكومة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال