منذر بالضيافي : عبير موسي ظاهرة سياسية مزعجة.

كتب الاعلامي و المحلل السياسي  منذر بالضيافي على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك،تدوينة قال فيها ان رئيسة الحزب الدستوري الحر  عبير موسي .. ظاهرة سياسية " مزعجة"! 
وفيما يلي نص التدوينة:

كاريزما، شجاعة وصل البعض حد وصفها ب "التهور" وهو ما لا اتفق فيه معهم، خطاب منسجم ومترابط في انسياب لافت، مرجعية واضحة تنهل من المدرسة " الوطنية التونسية"… 

هكذا بدت لي زعيمة الحزب الدستوري عبير موسي، انطباع موضوعي يتأكد لي في كل مناسبة انصت فيها لهذه " الظاهرة السياسية" المزعجة لجل مكونات المشهد السياسي وحتى الاعلامي.

وهذا ما يفسر الحضور الطاغي،  لرئيسة الحزب الدستوري الحر،  في الاعلام وفي احاديث الناس،  وفي عمليات سبر واستطلاعات الراي،  وبعيدا عن الجدل الدائر حول خطابها وممارستها للعمل السياسي وخاصة البرلماني، الذي هو محل رفض قطاعات واسعة من السياسيين و المتابعين.

 اقدر من موقع الصحفي والباحث للشأن السياسي في بلادنا، ان عبير  موسي تحولت الى "ظاهرة سياسية"، وبالتالي لا يمكن وضع نشاطها وخطاباتها في خانة العمل السياسي التقليدي والمتعارف عنه، خاصة في عمل الأحزاب التي تحول اغلبها الى " دكاكين" على ذمة " صاحب او مالك الباتيندا".

وهنا لابد من الاشارة،  الى ان هذه المرأة  اقتحمت الحياة السياسية، التي ما زال البعض يتوهم انها ما تزال  تعرف طور " الحالة الثورية" ، مستفيدة من الفشل المركب للاحزاب والشخصيات السياسية، التي تصدرت المشهد السياسي في المعارضة وايضا في الحكم و التي لم تتخلص من ازماتها الهيكلية، بل انها تعيد انتاج خيباتها.

في خطوة للقطع مع الممارسة السياسية السائدة ، عمدت عبير موقف سياسي واضح، تمثل في ربط فشل عشرية " الانتقال الديموقراطي " بخصمها السياسي حركة النهضة الاسلامية لتحمله بذلك المسؤولية عن حالة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي، رافضة كل اشكال " التوافق" التي ميزت المرحلة السابقة كلها، مع من تحرص بالليل والنهار على وسمهم ب " الاخوان".

في مسعى واضح، غايته رفض حد "الشيطنة"  لكل التسويات السياسية، التي راهنت على ادماج وتشريك  الحركة الاسلامية في الحكم، وهو ما نجحت فيه ايا كانت المؤخدات حول المنهج والاسلوب.

خطاب و موقف سياسي من حشد خصوم هذا التيار ( الاسلامي/ الاخواني) في المجتمع وخاصة في اوساط النخب ووضعهم في صفها، مركزة على عثراتهم في الحكم خلال عشرية الثورة، وعلى ولاءهم ل " الأممية الإسلامية الاخوانية"، على حساب الوطن، وفق تشخيصها.

برغم الانتقادات الكثيرة التي توجه لرئيسة الدستوري الحر، فان هذا لم يمنعها من حصد شعبية وجماهيرية حولتها الى " ظاهرة سياسية"، حاضرة في المجتمع وفي الاعلام الجديد ( مواقع التواصل الاجتماعي) و التقليدي الذي عمد الى " معاقبتها"، في خطوة نفعتها واظهرتها في موقع " المظلومية"، سردية زادت في تعاطف الناس معها.

اخيرا، اقول واشدد بان عبير موسي  اكثر من حزب بل هي ظاهرة، لابد من فهمها وتفكيكها على هذا الاساس، في انتظار " اختبار" هذه "الظاهرة" عبر الصندوق، في انتخابات حرة وشفافة .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال