دعنا نخاطبك اليوم كما تخاطبنا كل يوم..الشعب الذي يريد.. جاع يا سيادة الرئيس..!

كتب بسام حمدي_ هل في ذهنكم مازال الشعب يريد يا سيادة رئيس؟ أم أن الإرادة تقف في ذهنكم عند تغيير الدستور وتعديل النظام السياسي؟ ألا يراودك هذا الشعار الذي حملك إلى قصر قرطاج، أم أنه وُضع في أرشيف الرئاسة؟

إن الشعب الذي رأيت أنه يريد أيام السباق الرئاسي قد جاع وازداد جوعه يا سيادة الرئيس، ولم يتحقق إلى حد الآن وبعد أكثر من عشر سنوات من الإطاحة بالنظام الدكتاتوري أي جزء من إرادته، لا في عهد "ترويكا الفساد" ولا في عهد "السبسي وشاهده" وفي لا في عهدك حديث الولادة.


إرادة الشعب مازالت تراود مكانها، فلا خيارات 25 جويلية وقراراتها أشبعت بطونه ولا التوجهات العامة طمأنت عقول أفراده.. شعبكم جاع يا سيادة الرئيس، الفقر استبد به، والموت يحاصر شبابه في عرض البحر وحكومتك يُسمع شخيرها من ضفاف البحر الأسود.


لا تحتاجون إلى من ينهبكم إلى تدهور المقدرة الشرائية، ولا تحتاجون لتقارير تخص البؤس الذي تفاقم، أنتم اليوم تترأسون شعبا بات فاقدا للأمل، عاشقا للرحيل، ترعون دولة لم يعد يطيب فيها العيش ، فأين أنتم من التزامكم بشعار الشعب يريد؟



لعلكم يا سيادة الرئيس لا تعلمون أن الشعب يريد رغيف الخبز قبل ترتيب بيت سلطتكم بتعديل قوانين اللعبة السياسية، لعلكم تجهلون أن الشعب يريد محاسبة الفاسدين وتتبعهم لكنه يريد كرامة انسانية ق له ولعائلته قبل ذلك، وكل المؤشرات الصادرة عن مؤسسة تابعة للدولة ، وهي المعهد الوطني للاحصاء، توحي بأن القارب يهوي بكل راكبيه نحو قاع التفقير والتجويع.

لا نختلف معكم أن كل مشروع اقتصادي واجتماعي لا بد أن ينبني في بيئة سياسية خالية من الفساد والمفسدين، لكنكم أبطأتم كثيرا في لعب أشواط السياسة وتناسيتم أن لديكم مواطنين يعيشون تحت خط الفقر وموظفون يشدهم الإفلاس إليه حد العناق.

ألا أنهض وحاول الاستدراك والالتفات إلى أطفال ونساء وشيوخ وكهول باتت نسبة ثقتهم فيك تتهاوى وأصبح اليأس يحتل عقولهم.

الشعب يريد.. فعلا شعب تونس يريد شغلا وكرامة، وكلاهما مطلبين ثوريين قائمين قبل حتى توغلك عالم السياسة، وما رفعك لهذا الشعار خلال حملتك الانتخابية إلا وعدا يحتم عليك تحقيقه أو تلبية جزء منه.

هذه رسالة حمّلني إياها لكم كثيرون من أفراد هذا الشعب الجميل.

بقلم بسام حمدي 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال