هلال الشابة يبدع في السخرية من وديع الحرئ و حوصين و جلال بن الوديع.

في العير و لا في النفير ... 
من كواليس الإجتماع الأخير ..
بعد أشهر من العزلة قضاها زاهدا في الكرة يتجهّد بمفرده في الدير ظهر مولى الكرة  في الرمق الأخير و قد شحب وجهه و جحظت عيناه  وهزل جسمه من الضنك و كثرة التفكير حتى أن فروة رأسه بانت بعد أن تصحّرت و ذهب زرعها الغزير فجمع مستشاريه من حكماء بني بندير و أشعرهم أن الأمر أصبح خطير و أنه بدأ يستشعر النهاية و أن عرشه بدأ يترنح و تكاد ردفاه من تحته من فرط الإهتزاز أن تطير.. فتقدّم بإندفاع أصغرهم سنا و لكنه كان بائن النبوغ في فنون التربيع و التدوير و التكعبير و قال له بنبرة العارف المستنير:


"يا مولانا و يا حامي حمانا و ملهمنا الكبير لا تجهد نفسك بكثرة التفكير ..الوضع خطير و لكن الحلّ متاح و يسير ..فمثلك يعلم أن كل الجمعيات تقتات على الفتات فلو تكرّمت عليها مما في خزائنك من المال ولو بنزر يسير فإنها ستهبّ وراءك طيّعة بلا تفكير  تنقر الدفوف و تقرع الطبول  وتضرب البنادير و لن تنقص هذه الصدقة شيئ من المال الذي تملك منه جامعتنا القناطير و زادتنا عليه الفيفا من مونديال قطر بعض " الملايير" ...


كلام الفتى الصغير إستساغته ذائقة كل الحضور فإنبسطت الوجوه المنقبضة و تهللت الأسارير و إنبرى من بينهم رجل في السن كبير ترتسم على وجهه علامات العباطة و سوء التدبير يقال له "بالعربي" دمية الأمير فأثنى على قول سابقه و أردف بقول مختزل قصير :

 
"عين الحكمة يا مولانا ما قاله حوصين  "الجناح بصيغة التصغير " فليس هنالك فائدة من مواصلة التصادم و مخالفة الجميع  حتى لا يصدق فيك القول أنّك " أخلف من بول البعير" و كما قالت العرب قديما "في العير و لا في النفير" بل لماذا لا تذهب بعيدا في حلمك و تصدر على رعيتك عفوا شاملا يقدّمك في ثوب الحليم المنقذ و ينزع عنك  عباءة الرئيس المتسلّط الشرّير ..

و هنا تدخّل  قيس ذراعه الإعلامي المشهود له بعلاقاته مع قنوات المجاري و المواسير فأشار على الرئيس بمنح القناة المقبورة حق بث المباريات من مزارع البطولة على الهواء وكذلك على الأثير حتى   لو كان المقابل المادي صغير وهو إجراء سيعود على مملكة الكرة بالخير الوفير و يعيد مصالحة  حاكمها مع الجماهير ...


فضحك مولى الكرة ملئ شذقيه حتى بان ضرسه الأخير ثم أشار بالبنان إلى وجدي خادم الديوان وكاتب التقارير و قال له بنبرة الواثق الخبير حدّث رعيتنا أولا بقرارنا الإبقاء على مساعدنا المطيع جلال بن الوديع  ثم  إنشر بقية البشائر قطرة بعد قطرة في الهزيع الأخير حتى نتفادى ما إستطعنا ما سينالنا جراء هذا القرار الخطير من سهام النقد و التقريع 
...ثم إلتفت مولى الكرة إلى بقية الحضور و شكر لهم وفاءهم  له في كل الأزمات و أثنى على تمسكهم بهذه العُصبة التي وعدهم بأنه سيبقى على رأسها مدى الحياة  ...
وكلّ عام و كرتنا بألف خير ..

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال