اهتزت الارض تحتنا في مدينة هاتاي التركية.. شعرنا بهزة صغيرة اعقبها صوت قوي وضوء لامع كالبرق ثم اهتزت بنا الارض بقوة فسارعت بإخراج ابنائي من المبنى" هكذا وصفت تونسية ناجية وعائلتها اللحظات الأولى للزلزال المرعب الذي هز مدنا عديدة في تركيا وسوريا.
محدثتنا التي وصلت رفقة زوجها التركي وأطفالها الى مطار تونس قرطاج في اول رحلة تم فيها اجلاء 12 تونسيا من المناطق التركية المنكوبة، لم تبالغ كثيرا في وصف هول لحظات الرعب التي عاشتها، لكن صراخ أبنائها ودموعهم أكملت القصة بتفاصيلها.. فمن شدة هول الكارثة التي عاشوها، لم يشعروا بعد بالامان وهم بين احضان أقاربهم على ارض تونس.
من بين الناجين أيضا، رامي مصدق لاعب تونسي في احدى فرق كرة القدم التركية، روى لموزاييك كيف نجا من موت محدق عندما غادر النزل لحظات انهياره مع الرجة الارضية القوية الاولى التي هزت مدينة هاتي.
وقال رامي "كانت الساعة الرابعة صباحا.. كنت نائما واذا بالسرير يهتز من تحتي.. سارعت بمغادرة الغرفة.. وكنت اركض املا في النجاة.. للحظة فقدت الامل وشعرت ان الحياة قد توقفت.. يتساقط الحطام من حولي.. رأيت بعيني كيف سقطت الحجارة على شاب تركي كان يجري امامي فاردته قتيلا.. تمكنت من الخروج الى الشارع.. وفي غضون 10 ثوان سقط ما تبقى من النزل.. كنا 22 شخصا مقيما بالنزل.. قضوا منا 17 تحت الركام وكنت من بين القلائل الناجين".
نجا رامي من الموت المحدق باعجوبة.. لم يصدق بعد انه انتصر على الموت وأفلت من براثنه.. "رأيت الموت في كل مكان من حولي.. الدمار هز كل البنايات التي طالها نظري في اللحظات الاولى للزلزال"، هكذا وصف هول الكارثة التي عاشها.
شهادات وقصص مؤلمة عن زلزال تركيا رواها تونسيّون عادوا لتوهم الى ارض الوطن قادمين من المناطق المنكوبة.. بعضهم لم يصدق بعد انه فعلا مازال على قيد الحياة.. ومنهم من قضى ايامه ولياليه رفقة اطفاله في الشوارع يفترشون الارض ويلتحفون السماء، ومنهم من اتخذ من البيوت المكيفة او البيوت المحمية سكنا احتمى فيه وعائلته من البرد والامطار والثلوج بعد سقوط المنازل وتصدعها في عديد المدن التركية.
وأكد عدد منهم ان السلطات التونسية والقنصليات والسفارة التونسية بانقرة عملت منذ اللحظات الاولى للزلزال على التواصل معهم وتمكينهم من وثائق هوية وجوازات سفر جديدة بعد فقدانهم وثائقهم تحت الانقاض.
من جانبه أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية التونسية محمد الطرابلسي انه تم فجر اليوم اجلاء 12 تونسيا بينهم عائلتين، مؤكدا ان التمثيلية الديبلوماسية بتركيا تستعد اليوم لارسال حافلة الى منطقة "اضنا" التركية لاجلاء 50 تونسيا اخر لتسهيل عودتهم الى ارض الوطن.
وبيّن الطرابلسي ان المصالح القنصلية بدمشق وانقرة واسطنبول تعمل على توفير كل الامكانيات لاجلاء التونسيين وتسهيل عودتهم الى ارض الوطن.
كما أكد الطرابلسي ان المصالح القنصلية وفرت مبالغ مالية للتونسيين قبل عودتهم الى ارض الوطن، مشيرا الى ان الناقلة التونسية "تونيسار" تكفلت بتوفير الاقامة للتونسيين العائدين من تركيا والقاصدين ولايات خارج تونس العا
Tags:
أخبار