راشد الغنوشي علاش ما زال مكبّش؟ … التفاصيل

لاحظ المتابعون كيف كانت أيادي الشيخ راشد الغنوشي ترتعش بشكل واضح حين نطق تلك العبارات الهجينة التي وصف فيه معارضيه بالإرهابيين، هكذا لا طاح ولا دزّوه ولا وسّع لا بالك، إرهابيين ضربة واحدة مع أن صراخ الشارع لا يزال يعلو مناديا “يا غنوشي يا سفّاح يا قتّال الأرواح”.

يعني الناس التي ترفض الإسلام السياسي بما تضمنه من فكر تكفيري وممارسة للإرهاب والعنف والاعتداء على المقدسات والإبداع والآثار ومقامات الأولياء الصالحين والتخابر مع الخارج وتسفير الإرهابيين إلى سوريا وتكوين جهاز عسكري سرّي وضرب السلم الاجتماعية ونهب خيرات الوطن وتشابك المصالح مع المجموعات الإرهابية في ليبيا ومغازلة لوبيات التهريب إلى غير ذلك من الموبقات، 



هؤلاء في نظر مرشد الإخوان، لا فضّ فوه، إرهابيون، هكذا دون حمرة خجل. على الجانب الآخر يجلس الأستاذ نجيب الشابي وصديقه عزالدين الحزقي يرفعان رأسيهما موافقين مهلّلين مغتبطين مثل الأطفال الذين يتلقون مهبة العيد في مشهد يثير الغثيان والسخرية.

بالطبع كبّ الطنجرة على فمّها تطلع البنت لامها وقل لي من تجالس أقل لك من أنت ووافق شنّ طبقة، كلها أمثلة تونسية صميمة تنطبق على حسن وحسين السياسة الوسخة في تونس وتؤكد أن الممارسة السياسية في تونس قد وصلت إلى قاع القاع، 


وأن العشر سنوات الأخيرة قد أفرزت طبقة سياسية متهالكة متكالبة على الحكم. ومن سافل التفكير أن نصدق ولو لحظة أن شيخين مثل راشد الغنوشي أو نجيب الشابي قد أكلهما الحليب على الديمقراطية في تونس أو تملكتهما مشاعر الرفق بحال الزوالي أو يهمهما أن يعود الاستعمار من البوابة التركية أو غيرها من الدول المتآمرة. الواضح من مهاترات الشيخ راشد الغنوشي أنه فقد الصواب،


وبات مجرد قارب سياسي مثقوب تتلقفه أمواج الحنين إلى السلطة ويعيش حالة من عدم التصديق أو ما يسمى عند الإخوان بحالة الإنكار بأنه سقط من سلالم المجد ليتحول إلى حكواتي فاشل وسياسي مريض ورجل في خريف العمر يثير لدى عامة الشعب كثيرا من مشاعر النفور.

شيء يوقّف العقل كما يقال، شيء يوقّف العقل أن يصرّ شيخ التسعين على استحضار الشياطين أو البحث عن سبيل لبث الرعب والفوضى في قلوب الناس الغلابة بداعي أنه يتعرض إلى حرب استئصالية وأن الإسلام الذي يملك حقوق التكلم باسمه حصرا في خطر وأن القضاء المعتل أصلا يستهدفه بما يظن أنه يمثل من روح ديمقراطية ومناقب في حسن السيرة والسلوك.


 ربما خرجت ابنة المرشد وأطلّت على المتابعين مبسملة خافضة الصوت هامسة لتوحي إلينا أنها ملائكة أنجبها الشيخ مناشدة الرأي العام أن يرفع صوته منددا بما وصفته بتعرض والدها الحمل الوديع من تعذيب أو سوء معاملة. ولكن وللأسف لا أحد رفّ له جفن أو تحركت فيه شعرة معاوية لأنه لا الشيخ ولا البنت ولا صهر المليار الهارب لهم رصيد لدى هذا الشعب المنكوب الذي نهبوا أمواله وباعوه في سوق النخاسة ليتحول إلى شعب يعيش على الهامش ويقتات من أكوام الزبالة. ليعود السؤال : علاش ما زال الشيخ مكبّش ؟ ألم يكفه ما ارتكب من جرائم و مظالم و خطايا في حق الوطن ؟

بقلم أحمد الحباسي كاتب وناشط سياسي


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال