خرافة الليلة :حكاية من حكايات عبد العزيز العروي.

#خرافة_الليلة 
🔴الليلة باش نحكيلكم حكاية " يا بير أعطيني كرموستي " للمرحوم عبد العزيز العروي


يحكيو، أنّو كان في زمان الخير و الخمير، راجل لا عرفتو و لا عرفو أجدادكم مشحاح كيفو. يقولو كان عندو جنان فيه آش و مية شجرة كرموس لا عمرو كلا منهم كعبة لا هوّ لا مرتو لا صغارو. و على قد ما كانو هاك الكرموسات منزّل فيهم ربّي البركة، و على قدّ ما صوّر في جرّتهم الخير و البركة، على قدّ ما زاد في شحّو و كنزو للأموال.


آهو نهار من النهارات، ماشي بجنب جنانو، يغزر و يصلّي عالنبيّ، اشتهى كرموسة. ضربها نص ساعة هوّ يخمم ينحّيها و الّا ما ينحّيهاش و بعد قال بينو و بين روحو:"محسوب، الدنيا فيها الموت، ياخي مش نعيش مرّتين!؟


مشى نحّى كعيبة الكرموس و تمّ قاصد ربّي. في ثنيتو، قبل ما ياكلها عرضتّو بير، وهوّ عطشان، حطّ الكرموسة على حافّة البير و ملى مالبير و شرب. هوّ يشرب، موش متعمّد دزّ كعبة الكرموس طاحت في البير...


طاح يندب في خدودو بحذا البير، و ينوّح و يبكي حتّى لين، في لحظة، طلعلو جنّ مالبير.
هاك الجنّ قالّو:"شبيك، ماو لاباس ؟؟؟"


قالّو:" كرموستي طاحت في البير توّ تهبط تطلّعهالي"
جاوبو الجنّي:"اسمع يا عبد ربّي، راهي كرموستك كلاتها مرتي، و آنا باش نرجّعلك حقّك، آهي درجيّة سحريّة، كلّ ما تحرّكها تسمع فيها صوت الذهب، و سامحنا في كرموستك"

رجع الرّاجل فرحان لدارو، جاب مرتو و بنتو و قالهم عالحكاية الكلّ. و وصّاهم باش ما يقولو لحدّ.


آهي بنتو تلعب مع بنت الجيران، حكاتلها عالدرجيّة السّحريّة متاع جنّ البير إلّي عند بوها. و الصغار ماو ما يخبّيو شيّ، مشات الطّفلة قالت لأمها.


بينها و بين روحها، عزمت الجارة باش تسرقهالهم. نهار عيّنت عليهم لا في الدّار حدّ، دخلت في يدّها درجيّة قديمة، بدّلتهم، هزّت الدرجيّة السحريّة و رجعت لدارها.


رجع الرّاجل صاحبنا المشحاح، حرّك دريجيتو ما لقا فيها شيّ.
من حينو خرج حافي يجري للبير اللي طلعلو منها الجنّي، قعد ينادي فيه ينادي فيه حتى لين طلعلو.



الجني تفجع قالّو شبيك لاباس، قالّو توّ ترجّعلي كعبة الكرموس. يا ولدي ماني عطيتك الدّرجية، قالّو يا حسرة ما عادش فيها ذهب. و لو أنّو الذهب اللّي هبطلو مالدرجيّة قد حقّ كرموستو آلاف المرّات، أما ماهو يقلّّك سيدي بن آدم ما يشبعش..تابعونا صفحة تراثنا تاريخنا و اصالتنا كي العادة ديمة عنا الجديد


هاك الجنّي مسكين غلب على أمرو، غاب مديدة و طلعلو بمنديل و قلّو:" هذا المنديل ردّ بالك عليه، كلّ ما تنفضو يخرج منّو الذهب، و صلك حقك؟"، قالّو "وصلني الله يرحم والديك"

و رجع فرحان لدارو. كيما صار المرّة الأولى صار، وصل الخبر للجارة (اللّي هيّ زادة ما تشبعش) و شكون يعرف عليها كيفاش عملت و كنبصت، بدّلت المنادل و حْصُل فيديها منديل الذهب و خلاّت هاك الرّاجل ماش يموت بالغيض...



كالعادة، يجري للبير و طاح يصيح للجنّي. المرّة هاذي الجنّي فهم اللّي الحكاية فيها سرقة. بعد ما هبط طلّعلو عصا خشينة و قالّو:"هاذي العصا كلّ ما تسمّي عليها بسم الله تطير و تقعد تدور في الهوا و تدرّ الذهب، و ماعادش نحبّ نرا وجهك".


راجع في الثنيّة، حبّ يجرّب. حطّها عالقاعة و سمّى بسم الله طارت هاك العصا و وكّلتّو ما كلا الطّبل نهار العيد، و كلا جزاء شحّو و بخلو و عزم باش يبطّل هاك الصّنعة.


أما هوّ طلع خبيث، مشا لمرتو و بنتو و قالّهم إلّي العصا تدرّ الذهب. و بالطّبيعة سمعت جارتو بالحكاية، وجات تسرق في العصا.


من دارو، يسمع في جارتو تاكل في طريحة مليحة، و وقتها فهم الحكاية، و هكّا هيّ زادة نالت جزاء أفعالها.


كي رجعولو الدّرجية و المنديل و العصا، هزّهم من غدوة و طيّشهم في البير، و صار من أكرم النّاس، ما يحرمش صغارو، و يتذكّر الفقرى و اليتامى و المساكين.
وحكايتنا طابة طابة و العام الجاي تجينا صابة
ان شاء الله تكون عجبتكم

إرسال تعليق

أحدث أقدم

محتوى مدفوع