سمير الوافي : "بلقاسم بوقنة لم يكن فنانا عاديا.. هو روح الجنوب وجزء أصيل من هوية البلاد.. و هؤلاء خذلوه" (فيديو)

كتب سمير الوافي : بلقاسم بوقنة رحمه الله كان خجولا ومتعففا وزاهدا في النجومية والشهرة والفلوس...وكان يمارس الفن كشغف وكهوية وهواية...ولم يكن يحب أضواء الإعلام ولا يهتم بتسويق وترويج إنتاجاته...وحرص على أن يظل محترما ومترفعا وبسيطا...


وظل يحرص على أن لا يفسد فنه صورة المربي والمعلم مهنته الاصلية...فكان ينأى بنفسه ومقامه عن أجواء الفن وإكراهات الشهرة...ويفضل الإحترام على الإعجاب..


.ووفائه لهويته البدوية والصحراوية صنع إختلافه وتميزه وتفرده...وتجاوزت أغانيه الأصيلة بيئتها الجغرافية ليتمعش منها بعض الفنانين دون أن ينال حقوقه...باستثناء نور شيبة الذي ظل وفيا وأصيلا في تعامله مع بلقاسم بوقنة ولم يخذله...رغم أن بوقنة كان يتعفف ويترفع عن ملاحقة حقوقه والمطالبة بحقه...!!!

بلقاسم بوقنة لم يكن مغنيا عاديا...بل كان يعبر عن هوية وعن ثقافة وعن جذور...وكان سفير الصحراء والناطق الرسمي باسم وجدان البدو...والشجن الذي في صوته المجروح وفي أغانيه الحزينة...هو روح الجنوب وذاكرة الصحراء وجزء أصيلا من هوية البلاد...


لقد كان خارج مقاييس النجومية...أغلى قيمة وأعلى مقاما...وللأسف لم تكن الإذاعات تبث أغانيه إلا نادرا لأنه لم يكن من سلع السوق...وكان خارج الموضة...وقد رحل قبل أن نراه على ركح مسرح قرطاج في عرض فني كبير وضخم وكامل يليق بمقامه...وبهويته...وبأصالته...وبالسيادة الموسيقية والفنية لهذه البلاد...!!!

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال