اعرب حزب العمل و الانجاز في بيان له اليوم الاثنين عن قلقه من المسار الانتخابي وما اعتبره انحرافا عن المعايير الضرورية للشفافية والتنافس النزيه.
كما اكد الحزب أن العملية الانتخابية لم تحقق الأهداف المرجوة منها في إيجاد مخرج للأزمة السياسية أو تهيئة الظروف المناسبة لمعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
مشيرا إلى إقصاء بعض المرشحين الجادين، من بينهم مرشحه الدكتور عبد اللطيف المكي، رغم صدور حكم نهائي من المحكمة الإدارية بإدراج اسمه في القائمة النهائية للمرشحين، واصفاً هذا الإقصاء بأنه انتهاك صارخ لحق الحزب في المشاركة الديمقراطية".
و قد ابدى الحزب قلقه من نسبة العزوف العالية عن المشاركة في الانتخابات خاصة بين الشباب، حيث لم تتجاوز نسبة مشاركتهم 6%، معتبرا ذلك "مؤشرًا خطيرًا على انسحاب غالبية التونسيين من ممارسة حقهم الانتخابي".
وفيما يلي نص البلاغ كاملا :
تونس، في 14 أكتوبر 2024
بيان للرأي العام
الحمد لله وحده،
تمر تونس بمرحلة دقيقة تتطلب من كافة القوى الوطنية وقفة جادة وشجاعة لمراجعة المسار الديمقراطي وتقييم الأوضاع السياسية الراهنة، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي كشفت عن مؤشرات مقلقة تعكس حالة من الإحباط الشعبي وتراجع الثقة في العملية السياسية برمتها. هذه الانتخابات حالت دون تحقيق مخرج من الأزمة السياسية أو تمهيد لخلق ديناميكيات وطنية إيجابية في تناول الملفات الوطنية الهامة، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. يهم حزب العمل والإنجاز أن:
1. يذكّر بتبنيه المبكر للمشاركة في الانتخابات الرئاسية كفرصة لتحكيم الشعب في الخلاف السياسي بين السلطة والمعارضة، بشرط توفر النزاهة والعدالة. لكنه يعتبر أن المسار الانتخابي انحرف عن هدفه، مما يترك تساؤلات حول الخروج من الأزمة وبناء نظام ديمقراطي يشمل استقلال القضاء وحرية الإعلام والنشاط السياسي. كما يدعو الحزب إلى خطاب إدماجي قائم على الحقائق والحجج، بعيدًا عن الانقسام والاتهامات، مع التركيز على تقديم حلول عملية تهم المواطنين وضمان آليات تعديل فعّالة داخل الدولة.
2. يؤكد على موقفه من هذه الانتخابات، التي اعتبرها بعيدة عن المعايير الضرورية للشفافية والتنافس النزيه. وقد ازدادت خيبة الأمل بإقدام الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على إقصاء العديد من المرشحين الجادّين، من بينهم مرشح الحزب الدكتور عبد اللطيف المكي، رغم صدور قرار نهائي وباتّ من المحكمة الإدارية يقضي بإدراج اسمه ضمن القائمة النهائية للمرشحين. ويعدّ هذا الإقصاء انتهاكًا صارخًا لحق الحزب في المشاركة الديمقراطية وحرمانًا للشعب التونسي من خيارات سياسية متعددة، وهو ما تعمّق عبر حرمان المواطنين من حقّهم في الاعتراض القانوني تحت غطاء ما سُمّي بالمبادرة التشريعية.
3. يعتبر أن هذه الانتخابات كان يمكن أن تشهد نسبة مشاركة عالية نظرًا إلى رهاناتها والديناميكية التي خلقتها حملة جمع التزكيات. لكنها تحوّلت إلى خيبة، إذ أدت إلى استجابة قوية لدعوات المقاطعة، ما أسفر عن عزوف واسع عن المشاركة تجاوز 73%. كما يعدّ ضعف إقبال الشباب، الذي لم يتجاوز 6%، مؤشرًا خطيرًا على انسحاب غالبية التونسيين من ممارسة حقهم الانتخابي، وهو ما يستدعي معالجة جديّة من جميع الأطراف.
4. يُذكّر بأنه يواجه ضغوطًا كبيرة، من بينها سجن أحد أعضاء المكتب السياسي، الدكتور فوزي نصيب، الذي لا يزال قابعًا في السجن في قضية مفتعلة تتعلق بالتزكيات، إلى جانب ملاحقات قضائية طالت العديد من قيادات الحزب. يعكس هذا المناخ السياسي الخانق تناقضًا صارخًا مع قيم الديمقراطية وحرية العمل الحزبي. ورغم هذه التحديات، يظل الحزب متمسكًا بخيار النضال السلمي والمدني، إيمانًا منه بأن الديمقراطية ليست مجرد انتخابات، بل هي ممارسة مستمرة تقوم على احترام التعددية، سيادة القانون، والحوار المسؤول.
5. يتوجّه بالشكر الجزيل لكل المواطنين الذين آمنوا بمرشح الحزب، الدكتور عبد اللطيف المكي، وقاموا بتزكيته، ولجميع المتطوعين الذين انخرطوا بإخلاص وتفانٍ في حملة جمع التزكيات. ويعتبر الحزب هذه الثقة محل تقدير عميق، ويدعو كل من يشاركه الإيمان بقيم حزب العمل والإنجاز ومبادئه إلى الانضمام إلى صفوفه، حيث ستظل أبواب الحزب مفتوحة أمام جميع المواطنين الحريصين على بناء تونس حرة وديمقراطية.
6. يعرب عن احترامه لجميع المواقف، سواء من دعا إلى المقاطعة أو المشاركة، طالما انبثقت عن اجتهاد صادق ونزيه لمصلحة تونس. ويؤمن الحزب بأن التقدم والازدهار لا يتحققان إلا في ظل ديمقراطية حقيقية تقوم على التعاون والشراكة بين جميع الأطراف، ويؤكد استمراره في النضال لبناء دولة تجمع بين قوة مؤسساتها في تطبيق القانون واحترام حرية المواطن وكرامته.
ختامًا، يرى حزب العمل والإنجاز، على الرغم مما مثله المسار الانتخابي من خيبة أمل، ضرورة مواصلة العمل والنضال لإخراج البلاد من أزمتها متعددة الأبعاد. ويؤكد الحزب أن المرحلة المقبلة تتطلب التكاتف على قاعدة استعادة الديمقراطية وتنقية المناخات السياسية والابتعاد عن الانقسامات، لأن مستقبل تونس يكمن في وحدة أبنائها وإخلاصهم في العمل من أجل رفعتها وازدهارها.
عاشت تونس حرة، مستقلة، مزدهرة، وديمقراطية.
عن المكتب السياسي
لحزب العمل والإنجاز
Tags:
أخبار