في مقابلة مؤثرة ضمن برنامج البرهان، فتحت خولة سليماني قلبها لتروي تفاصيل رحلتها الروحية والتغييرات العميقة التي طرأت على حياتها بعد وفاة صديقتها فرح، رحمها الله. تصف خولة هذا الحدث بأنه "القطرة التي أفاضت الكأس"، حيث كانت تمرّ بصراعات داخلية وتساؤلات وجودية حتى وقعت الفاجعة التي قلبت موازين حياتها.
تقول خولة: "قبل التغيير، هناك دائمًا صراع. ولذلك نحن نطلب الثبات، حتى بعد التحوّل". هذا التحوّل لم يكن وليد لحظة، بل نتاج سلسلة من التساؤلات حول الخلق، والقدر، والدين. كانت تسأل نفسها: لماذا خُلقنا؟ هل نحن جميعًا مخلوقون بنفس الطريقة؟ إذا كنا مخيّرين، فلماذا هناك من يوسوس لنا بالشر؟
خولة لم تجد من يناقشها في مثل هذه الأسئلة من قبل. لكنّ بذرة الخير والإيمان التي في داخلها بدأت تنمو شيئًا فشيئًا، ودفعتها للبحث والتأمل. بدأت بمتابعة الدكتور ذاكر نايك، الذي قالت إنه أجاب على الكثير من تساؤلاتها، وكانت طريقته المقنعة في عرض الحقائق، حتى للملحدين وأتباع الديانات الأخرى، مصدر إلهام لها.
تروي خولة أنها بدأت بالصلاة تدريجيًا، ثم التزمت بأدائها في وقتها. كما تغيّرت علاقتها بالصوم، فلم تعد تقتصر على رمضان، بل أصبح الصيام جزءًا من نمط حياتها. في تلك الفترة، قررت الابتعاد عن الأضواء والإعلام، دون أن تعرف السبب بدقة، لكنها كانت تشعر داخليًا بالحاجة للعزلة والتأمل.
العلاقة القوية التي جمعتها بفرح تطورت خلال تلك المرحلة، حتى صامتا معًا، وتقاسمتا لحظات روحية عميقة. لكن الموت المفاجئ لصديقتها شكّل صدمة عنيفة لها، خصوصًا وأنها شهدت محاولة إنعاشها. "كانت لحظة أشبه بخروج الروح أمام عينيّ"، تقول خولة، واصفة المشهد بأنه غيّر نظرتها للحياة تمامًا.
عاشت خولة فترة من الاكتئاب، ابتعدت فيها عن الناس، وواجهت خيبة في علاقاتها، لكنها اكتشفت أن ما تبقى لها هو الله وحده. واليوم، وهي تلتزم بصلواتها وعباداتها كأي مسلم عادي، تشعر براحة نفسية كبيرة، وتعتبر ما مرّت به "ابتلاءً من الله" لأنه يحبها وقد أعدّ لها ما هو أفضل، في الدنيا أو الآخرة.
وتختم خولة حديثها بجملة تختصر تجربتها: "وصلنا لزمن أصبح فيه العادي غير عادي. كانوا يستغربون كيف أصبحت اليوم، بينما كان الغريب هو كيف كنتُ قبل ذلك".