أقلع طائر الفينيق وطار عاليا وبعيدا هناك، حيث تموت النسور وهي تعلو،.. بلا عودة قريبة للوكر والديار رڤوج أو تونس لا يهم…
رحل فنان مهم من أصوات الهامش والأحياء الخلفية وموسيقى الاندرغراوند …
رحل شاعر الشارع المتيم ببوب مورلي وفن الريڤي والراب والبوب والممثل العصامي العملاق وابن تونس الأعماق، رحل كافون بعد صراع طويل مع المرض بنصف جسم متعب ونصف يغني ويرقص وروح جذلى تنتظر ..،وآن للروح والجسد أن يرتاحا من تعب الحياة والفن والشهرة وزبد الصخب من حولهما…
شكرا كافون أو سيدي أحمد لأنك أمتعتنا كثيرا غناء وتمثيلا ورقصا متفردا يحرك الجموع رغم ندوب الروح والساق المعطوبة..
شكرا أيها المبتسم دائما والضاحك أبدا حتى وأنت تصارع المرض وخيانة الجسد والأصدقاء…
شكرا عبد الحميد بوشناق لأنك جعلتنا نرى كافون ممثلا عفويا يلعب بجد ويكذب بصدق ولا يمثل على أحد…
شكرا فريق رڤوج كله وقد مكنتم كافون من وداع فني يليق وظهور أخير يشبهه كثيرا ، وهو يجر عربته وحلمه وأحلامنا المبعثرة في وطن أجمل لا يكدره الفساد ولا بوليس التراتيب البلدية ، وسيظل الشخص والشخصية راسخين في ذاكرتنا الحالمة والمجروحة كذاكرة رقوج المزدحمة بالألوان والألحان… ولعل ذاكرة تلك المدينة المتخيلة تكون أرحب وأرحم بأبنائها من ترشيش القديمة
والحديثة وقد بدأت تغادرها الألوان والألحان !
ولبعض المستثمرين حتى في الموت والنابشين في سرائر الناس والمولعين بالسطو على دور الخالق في تقليب القلوب وجرد الحساب أقول:
اذكروا موتاكم بخير رجاء
واحذروا سهام الكلام فكلنا ذاهبون إلى هناك…
✍️ #مكي_هلال
Tags
منوعات