كشف التقرير السنوي للبنك المركزي التونسي أن المسار المستقبلي للتضخم لا يزال غير مؤكد ومحاط بمخاطر، أبرزها الزيادة العالمية لأسعار المواد الأساسية وارتفاع تكاليف الأجور ومشكلة الموارد المائية.
ورغم الحديث عن تحسن طفيف في النمو الاقتصادي بنسبة 1.4%، إلا أن التقرير يؤكد أن هذا النمو غير كاف لحل مشكلة البطالة التي لا تزال عند نسبة 16%.
كما أن فتور الاقتصاد الأوروبي يؤثر على الصناعات التصديرية، مع توسع العجز التجاري بنسبة 11% بسبب زيادة الواردات وركود الصادرات.
الدينار التونسي يسجل ارتفاع غير مسبوق أمام اليورو و الدولار:
و في سياق متصل ، شهدت سوق الصرف التونسية هذا الأسبوع تقلبات ملحوظة في قيمة الدينار التونسي مقابل العملات الأجنبية، حيث سجل الدينار تحسناً طفيفاً أمام الدولار الأمريكي، بينما تراجع قليلاً أمام اليورو. هذا التباين في الأداء يعكس تفاعلات معقدة بين عدة عوامل اقتصادية محلية ودولية.
أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في تحسن الدينار أمام الدولار هو ارتفاع تحويلات التونسيين المقيمين بالخارج، حيث سجلت هذه التحويلات زيادة ملحوظة خلال الأشهر الأخيرة، ما وفر دعماً للعملة المحلية وساعد على تعزيز احتياطي النقد الأجنبي.
كما ساهم قطاع السياحة بدوره في دعم الدينار، حيث ارتفع عدد السياح الوافدين خلال النصف الأول من عام 2025، ليصل إلى حدود 4.3 مليون سائح، بزيادة قدرها 11% على أساس سنوي. هذا النمو في عدد السياح انعكس إيجابياً على إيرادات القطاع، مما ساهم في تحسين الوضع النقدي للبلاد.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت القطاعات المولدة للعملة الصعبة أداءً إيجابياً، خاصة في مجالات الصادرات، مما ساهم في تعزيز الموارد الذاتية من العملة الصعبة وتقليل الاعتماد على بعض المصادر الخارجية. كما أن تنويع مصادر الدخل ساعد في دعم الدينار أمام العملات الأجنبية.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن الدينار التونسي ما زال يواجه ضغوطاً طفيفة أمام اليورو هذا الأسبوع، يرجع ذلك إلى استقرار اليورو أمام الدولار الأمريكي، مما أدى إلى تراجع قيمة الدينار أمام اليورو.
تستمر التوقعات إلى احتمال استمرار التحسن النسبي للدينار التونسي في مواجهة الدولار خلال الفترة القادمة، حيث يتوقع أن يبلغ سعر الصرف 2.888 دينار للدولار في الشهر المقبل. أما بالنسبة لليورو، فمن المتوقع أن يشهد استقراراً نسبياً أمام الدينار التونسي، مع احتمال حدوث تقلبات طفيفة بناءً على التغيرات في سعر صرف اليورو أمام الدولار الأمريكي.
في الختام، يظهر الدينار التونسي بعض التحسن أمام الدولار الأمريكي هذا الأسبوع؛ إلا أن التراجع أمام اليورو يظل قائماً، ويعكس التحديات الاقتصادية المحلية والدولية التي تظل مؤثرة على قيمة الدينار التونسي في المستقبل.
Tags
إقتصاد