جدل في معهد محمد بوذينة بالحمامات: منع التلاميذ من أداء الصلاة في ساحة المعهد و هكذا كان رد التلاميذ
تشهد الساحة التربوية في تونس منذ أيام نقاشًا واسعًا بعد حادثة منع مجموعة من التلاميذ من أداء الصلاة في ساحة معهد محمد بوذينة بالحمامات خلال فترة الاستراحة، وذلك بقرار من الإدارة المشرفة.
الحادثة أثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد يرى أن المؤسسة التعليمية فضاء للتعلّم فقط، وبين رافض يعتبر أن حرمان التلميذ من ممارسة شعائره الدينية يُعدّ انتهاكًا لحق أساسي يكفله الدستور والقوانين.
موقف مديرة مدرسة عمومية: "الصلاة حق التلميذ في فضاء منظم"
في هذا السياق، نشرت السيدة ملاك التليلي، مديرة مدرسة عمومية تابعة لمعتمدية الحمامات، تدوينة أوضحت فيها موقفها من القضية، مؤكدة أن الحل الأنسب يكمن في تخصيص فضاء منظم داخل المؤسسات التربوية لأداء الصلاة.
وقالت التليلي:
المندوبية الجهوية للتربية بنابل نفسها تحتوي على مصلى خاص بالموظفين، ما يعني أن الأمر ليس غريبًا أو متعارضًا مع الدور التربوي للمدرسة.
تمكين التلاميذ من الصلاة في وقت الراحة، داخل فضاء نظيف وتحت إشراف الإدارة والأساتذة، يحميهم من الاستغلال الفكري أو الاستقطاب الخارجي.
المدرسة ليست فقط مكانًا للتعلّم الأكاديمي، بل أيضًا فضاءً لبناء القيم والتربية على المسؤولية واحترام الآخر.
بين الحرية الفردية والدور التربوي
تطرح هذه الحادثة إشكالية التوازن بين حرية التلميذ في ممارسة شعائره الدينية وبين المسؤولية التربوية للمؤسسة التعليمية.
فالبعض يعتبر أن الصلاة داخل المدرسة قد تُحدث نوعًا من "التفرقة" بين التلاميذ، فيما يرى آخرون أن التنظيم والإشراف الإداري كفيلان بضمان ممارسة الشعائر في إطار سليم، بعيدًا عن أي تجاوزات.
المصلى كخيار تربوي واجتماعي
يرى مراقبون أن تخصيص فضاء للصلاة داخل المدارس والمعاهد يبقى الحل الأكثر واقعية، لأنه:
■يعزز ثقة التلميذ في مؤسسته التربوية.
■يضمن ممارسة الحق الديني في إطار مراقب.
■يحمي التلميذ من مخاطر الاستقطاب خارج أسوار المدرسة.
■يعكس صورة إيجابية عن المدرسة كفضاء شامل للتعلّم والتربية والقيم.
الخلاصة
تبقى قضية الصلاة في المدارس والمعاهد التونسية موضوعًا حساسًا يتطلب معالجة هادئة ومتوازنة، تأخذ بعين الاعتبار حق التلميذ في الحرية الدينية من جهة، ودور المؤسسة التربوية في الحفاظ على النظام والانسجام من جهة أخرى.
ولعل النقاش الذي أثارته حادثة معهد محمد بوذينة بالحمامات سيكون فرصة لإيجاد حلول عملية تراعي مختلف الأطراف، وتساهم في تعزيز الثقة بين التلميذ ومؤسسته التربوية.
Tags
أخبار