تعيش مدينة قابس منذ يوم أمس على وقع احتجاجات متصاعدة بسبب تواصل التلوث المنبعث من المجمّع الكيميائي، بعد تسجيل حالات اختناق متكرّرة في صفوف التلاميذ والأساتذة وعدد من السكان القاطنين قرب المنطقة الصناعية. عبر المواطنون المحتجون خلال هذه الإحتجاجات عن غضبهم من تواصل الصمت الرسمي.
وحسب شهادات متطابقة، فقد تمّ إنزال وحدات من الشرطة العسكرية في محيط المجمع والمناطق المجاورة، وهو ما أثار تساؤلات واسعة في صفوف الأهالي حول طبيعة هذا التدخل غير المعتاد.
ما هي الشرطة العسكرية؟
الشرطة العسكرية في تونس هي قوة تابعة مباشرة لوزارة الدفاع الوطني، تُكلَّف عادة بمهامّ تأديبية وأمنية داخل الجيش، كضبط تحركات العسكريين، تأمين الثكنات، وحماية المنشآت الحساسة التابعة للمؤسسة العسكرية. ولا تتدخل عادة في الشؤون المدنية أو الاحتجاجات الاجتماعية، إلا في حالات استثنائية.
متى تُستدعى إلى الشارع؟
يتمّ استدعاء الشرطة العسكرية إلى الميدان فقط عندما تعتبر السلطات أن الوضع يتجاوز صلاحيات الأمن المدني أو يمسّ بمنشآت استراتيجية، مثل المصانع الكيميائية والموانئ أو المناطق القريبة من مواقع عسكرية. وجودها في الشوارع يعني عادة أنّ الدولة تتعامل مع الحدث بوصفه مسألة أمن قومي أو أنّ هناك مخاوف من أعمال تخريب أو فقدان السيطرة على بعض المواقع الحيوية.
في حالة قابس، يُرجَّح أن الهدف من إنزال الشرطة العسكرية هو تأمين المجمع الكيميائي والمناطق المحيطة به ومنع أي تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين المحتجين والقوات الأمنية.
ورغم الهدوء الحذر صباح اليوم، يواصل الأهالي احتجاجاتهم للمطالبة بـ حلّ جذري ودائم لما وصفوه بـ “كارثة بيئية مزمنة”، مؤكدين أنّهم ملّوا من الوعود المتكرّرة منذ عقود دون تنفيذ فعلي لنقل المجمع خارج المدينة.
Tags
أخبار اليوم