وأكدت هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) أن الموسم الحالي يُسجّل نشاطًا أعلى من المعتاد لفيروسات الإنفلونزا، معتبرة أن الوضع يستوجب الحذر، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات مثل كبار السن، الأطفال، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
ورغم أن فصل الشتاء يُعدّ تقليديًا ذروة انتشار الأمراض التنفسية، إلا أن مختصين في الصحة العامة أشاروا إلى أن الموجة الحالية تتميّز بسرعة انتشارها وحدّتها، وهو ما جعل وسائل إعلام دولية تصفها بـ“الإنفلونزا الشديدة”.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة ذا هيل الأمريكية بأن مدينة نيويورك سجّلت نحو 1400 إصابة بالإنفلونزا خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر، بزيادة تُقدّر بأكثر من أربعة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس بداية موجة قد تستمر لأسابيع مقبلة.
وأوضح خبراء أن السلالة المنتشرة حاليًا تعود إلى فيروس الإنفلونزا من النوع (A) H3N2، وهي من السلالات المعروفة بتأثيرها القوي، لا سيما على الفئات الهشة صحيًا. وتشمل أبرز أعراضها ارتفاعًا في درجة الحرارة، إرهاقًا عامًا، وآلامًا في الجسم، إضافة إلى الشعور بالتعب الشديد.
وبحسب مختصين، فإن معظم المصابين يتعافون خلال فترة تتراوح بين خمسة وسبعة أيام، غير أن بعض الأعراض قد تستمر لفترة أطول لدى عدد من الحالات، دون أن يعني ذلك بالضرورة حدوث مضاعفات خطيرة.
من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات المتوفرة هذا الموسم لا تزال فعّالة في الحد من الأعراض الحادة وتقليل خطر المضاعفات، مشددة على أن التلقيح الموسمي يظل من أهم وسائل الوقاية.
كما شدد الأطباء على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية الأساسية، مثل غسل اليدين بانتظام، تهوية الأماكن المغلقة، وتجنّب الاختلاط عند الشعور بأعراض مرضية. وأكدوا في المقابل على ضرورة استشارة الطبيب عند استمرار الأعراض أو تفاقمها، خاصة لدى كبار السن والحوامل.
ويجمع الخبراء على أن الوعي الصحي والتدخل المبكر يساهمان بشكل كبير في الحد من تأثير موجات الإنفلونزا الموسمية، داعين إلى التعامل معها بجدية دون هلع، والاعتماد على المصادر الطبية الموثوقة.
Tags
علوم