تحذير صحي من انتشار سلالة جديدة للإنفلونزا ودعوات للتلقيح العاجل

حذّر مختصون في الصحة من تزايد انتشار سلالة متحوّرة جديدة من فيروس الإنفلونزا الموسمية تُعرف باسم السلالة K، مؤكدين أنها تشهد انتشاراً متسارعاً في عدد من الدول، ما يثير مخاوف من موجة إصابات واسعة خلال الأشهر القادمة، خاصة مع دخول فصل الشتاء.


وأوضح المختص في علم الفيروسات الدكتور محجوب العوني أن السلالة K لا تمثل فيروساً جديداً، بل هي نتيجة طفرات جينية موسمية تصيب فيروس الإنفلونزا المعروف، وهي تحورات معتادة علمياً، غير أنها منحت السلالة الحالية قدرة أكبر على الانتقال مقارنة بالسلالات السابقة.

وأشار العوني إلى أن هذه التحورات تخضع لمتابعة دقيقة من قبل منظمة الصحة العالمية، عبر شبكة رصد دولية تعمل على تحديد السلالات الأكثر انتشاراً، ويتم بناءً على ذلك تحيين تركيبة اللقاحات الموسمية سنوياً لضمان فعاليتها في مواجهة الفيروسات المتداولة.


وأكد أن لقاح الإنفلونزا المعتمد خلال الموسم الحالي يوفّر حماية جيدة ضد السلالة المتحوّرة K، لاحتوائه على مضادات لفيروسات الإنفلونزا A (H1N1) وA (H3N2) إضافة إلى الإنفلونزا الموسمية B، ما يساهم في تقليص نسب الإصابة والحد من المضاعفات الخطيرة.


وبحسب المعطيات المتوفرة، تم تسجيل السلالة K لأول مرة في أستراليا خلال شهر أوت 2025، قبل أن يمتد انتشارها تدريجياً إلى أكثر من ثلاثين دولة في مختلف القارات، وهو ما يفسر القلق المتزايد لدى المختصين من تسارع وتيرة العدوى عالمياً.


وشدّد الخبراء على أن الفترة الحالية تُعد مناسبة جداً للتلقيح، خاصة قبل بلوغ ذروة الإصابات المتوقعة خلال شهر جانفي 2026، محذرين من أن تأخير أخذ اللقاح قد يقلل من فرص الوقاية ويرفع من احتمالات التعرض لمضاعفات صحية خطيرة.

ودعا المختصون، في ختام تحذيراتهم، إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة مثل كبار السن والنساء الحوامل والأطفال ومرضى الأمراض المزمنة، مؤكدين أن التلقيح، إلى جانب غسل اليدين وتهوية الفضاءات المغلقة وتجنب الاكتظاظ، يبقى السلاح الأنجع للحد من انتشار الإنفلونزا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال