تزامنا ‏مع ‏الذكرى ‏33 ‏لانقلاب ‏07 ‏نوفمبر ‏: ‏عبد ‏اللطيف ‏العلوي ‏يتحدث ‏عن ‏بورقيبة ‏و ‏بن ‏علي ‏و ‏سجن ‏الرومي.. ‏

تزامنا مع مع ذكرى 07 نوفمبر  الذي يصادف اليوم الذكرى 33 لانقلاب07 نوفمبر 1987 الذي قام به الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، دون النائب بمجلس النواب و القيادي بحزب ائتلاف الكرامة عبد اللطيف العلوي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك  ما يلي:


"نوفمبر الحزين
7 نوفمبر 1987 
أتذكّر ذلك اليوم جيّدا... 
كنّا في كرّاكة سجن برج الرّوميّ...
كنّا نلحظ تحرّكات غريبة في أرجاء السّجن، ونرى في أعين الأعوان حالة من الذّهول وعدم القدرة على الاستيعاب والتّصديق... حديثهم تمتمات، تتقاطع عيونهم فتقول أشياء كثيرة بلا أدنى كلام... بغرائزنا أحسسنا أنّ هناك زلزالا قد وقع... أو يوشك أن يقع !!
كان هناك من الأعوان رجل أربعينيّ ، نناديه "عم عمر"... لم يكن يستطيع أن يخفي تعاطفه معنا وإشفاقه علينا وعلى أمّهاتنا... كان يسرّب إلينا بعض الصفحات المهمة من الجرائد، وبعض الأخبار، وأحيانا بعض السّجائر...في ذلك اليوم لم يكن يستطيع أن ينظر في عيوننا، كان من الواضح أنّه يتهرّب من مواجهتنا كي لا يضعف ويخبرنا بأمر لا يعرف مآلاته...



لم يكن أحد يتجرّأ أن يقول "انتهى بورقيبة"... "سقط بورقيبة"... كان ذلك يعني أنّ القيامة قد قامت ... 
بلغ الخوف يومها حدّا لا يتقبّله العقل، ممّا جعل "عم عمر" لا يصدق سقوط بورقيبة... لم يجد مهربا من مصارحتنا بعد حين بما وقع، فأخبرنا بأنّ بورقيبة قد أصبح "آيت اللّه"، وأنّ بن علي صار رئيسا... أخبرنا بأن بورقيبة مازال هو الحاكم الأعلى رغم كل شيء، وأنه اختار بن علي ليعوضه في القصر، لا يعقل أن يكون الأمر أكثر من ذلك... فبورڨيبة أكثر من بشر بكثييير، وأقلّ من إله ببضعة سنتمترات قليلة، ولا يمكن أن يحدث شيء آخر دون أن تكفّ الأرض عن الدّوران والشمس عن الشّروق!




لا أعرف من أين أتى بتلك الفكرة الغريبة، هل اخترعها عقله المذهول ليهرب من الواقع أم سمعها من طرف آخر، لكنّه كان ينقل إلينا الخبر بصوت لا يكاد يسمع، وعلى وجهه غشاوة داكنة من الخوف ويتلفّت إلى جانبيه بحركة مرتابة ...
من يستطيع أن يجرؤ على مجرّد التفكير في أمر كهذا..؟



شغّلنا التّلفاز، وتعالى التّكبير وتردّدت هتافات النصر على الطّاغية العجوز من النوافذ  ... ثمّ سادت لحظات من الصّمت والشّك والريبة...
لم يكن أيّ منًا قادرا على أن يستوعب الأمر ويتوقّع ما يمكن أن يحدث بعد ذلك...
قضينا ساعات نطرح الفرضيات والفرضيات المضادّة، ولم يكن أمامنا على كلّ حال سوى الانتظار، وكنّا نعرف أننا سنكون حطبا لا محالة لأيّ صراع محتمل..."

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال