الدكتور رفيق بوجدارية : "ثورة الياسمين و نظام البُكْ".. التفاصيل

بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة؛ هذا ما دونه الدكتور رفيق بوجدارية على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: "ثورة الياسمين و نظام البك"..  التفاصيل

" أنا من الذين يعتقدون بأن إنتفاضة 14جانفي 2011 فتحت أملا جديدا لتونس ، أملا في الحرية ، في الديمقراطية ، و في مقاومة الفساد  و رسمت  مساحة جديدة للرقي بالمشروع العصري التونسي ..
أنا أيضا من الذين يعتقدون بأن "الثورة" سرقت و تم إحتوائها و إفشالها لتفتح البلاد أمام المتآمرين عليها و على ثقافتها  .

 منذ عشر سنوات أصبحت مساحة الحرية كبيرة و كمية النقد هائلة لكن حجم الخسائر  كان كبيرا  و  الإنحدار القيمي  عميقا ...عديدة هي القضايا التي خلناها محسومة فعادت لنا بقوة "الثوار"  لتعيدنا إلى ماض أليم.. صراع الهوية و مسألة المرأة و  السيادة الوطنية..


إن الأحلام المغدورة  بعبثية التاريخ و غش التأسيس  ولدت نظاما سياسيا هجينا  لفظ أنفاسه الأخيرة على جدران الشعبوية و  عجز المؤسسات و تمكين طائفة إرتبطت مصلحتها ليس بالأرض  بل بإستراتيجيا إقليمية ...


رغم كل هذا ..لازلت  مقتنعا و بقوة  بأن الإستثناء التونسي هو تلك القدرة العجيبة التي يمتلكها التونسيون لتجاوز أزماتهم عندما  تضيق بهم  السبل ويقل بينهم الأمل... فتنير درب الخلاص و تعيد الأمل في الحياة...المعجزة تصنعها النخبة دائما  لكن النخبة اليوم في تونس   بعيدة عن القيادة  و قريبة من الإستقالة ... ستأتي معجزتنا غدا أو بعد غد، سوف تأتي بدون شك و عندها سنسترجع تونس و نبني وطنا عصريا نعيش فيه  بحرية و بكرامة . 


في هذه الذكرى العاشرة  تحية لشعبنا لصبره و تحية لجيشنا لثباته و تحية  لشبابنا . 
في هذه الذكرى  تحية لتونس الشهيدة التي عانت من التمكين و الإفساد و الإرهاب  و تحية  لتونس ضحية الكذب و الفتنة و النفاق. 
 ثم  تحية لمستقبل نصنعه معا من أجلنا جميعا و تحية للحرية التي ندفع الآن  ضريبتها ..لكن الحرية بدون نظام فوضى و النظام بدون عدالة فساد و بدون  العدالة يخرب العمران .
د رفيق بوجدارية."

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال