الخناق ‏يضيق ‏في ‏الداخل ‏و ‏الخارج.. راشد ‏الغنوشي ‏بسرعة ‏الصاروخ ‏نحو ‏الخروج ‏من ‏الباب ‏الصغير. ‏(التفاصيل) ‏ ‏

تمر  حركة النهضة الإسلاموية بأعسر و أصعب فترة في تاريخها منذ تأسيسها  عام 1972 بعد ان تخلى عنها حلفائها التقليديين في الداخل و الخارج، وأضحت اليوم في عزلة دولية، ولعل نهاية الحركة و رئيسها راشد الغنوشي باتت وشيكة. 

وكانت بداية النهاية للحزب الإسلاموي حين استقال السياسي لطفي زيتون من مهامه الموكلة إليه داخل حركة النهضة شهر نوفمبر الفارط و هو الذي يوصف على انه صندوق أسرار راشد الغنوشي، ومنذ  ذلك الحين و الجميع يتساءل عن مدى قدرة حركة النهضة على الحفاظ على تماسكه لاسيما بعد فقدان الحركة الكثير شعبيتها و ايضا خسارتها لدعم حلفائها التقليديين في الداخل و الخارج.

حيث تأكدت القطيعة بين حزب حركة النهضة و حليفتها إئتلاف الكرامة بعد جملة التصريحات التي خرجت من أفواه بعض القياديين و أبرزها تصريحات القيادي في حركة النهضة عماد الحمامي الذي هاجم بشدة حزب إئتلاف الكرامة و أقر في إحدى المقابلات التلفزية ان تحالف حزب النهضة مع إئتلاف الكرامة قد أضر كثيرا بمصالحها واصفا هذا التحالف بالخطأ الإستراتيجي .


اما في الخارج فقد خسر الغنوشي الكثير،حيث بدأ حلفائه التقليديين وهم تركيا و قطر في التخلي عنه  تاركينه يلفظ أنفاسه الأخيرة ،و يبرز ذلك في انقطاع التواصل بينهما، حيث توقف زيارات الغنوشي الى انقرة و الدوحة منذ دهر طويل فضلا على الهجوم  و حملة التشهير التي  تشنها القنوات التركية وخاصة الرسمية ضد راشد الغنوشي و هي التي لم تقبل أبدا ظهور أعدائه على شاشتها.


وكانت قناة TRT التركية قد شنت هجوما عنيفا على راشد الغنوشي ،ووصفته  بأنه حجر عثرة أمام تحقيق الإستقرار في تونس،  و سبق لإبراهيم قالون المتحدث الرسمي بإسم أردوغان ان صرح لوكالة بلومبيرغ الأمريكية ان تركيا تتمنى تحسين علاقتها مع مصر و دول الخليج 

و دعا  إبراهيم قالون إلى فتح صفحة جديدة   و المعروف ان مصر تكن عداوة للإخوان المسلمين،حيث اشترطت على تركيا مسح تنظيم الإخوان من الوجود و تسليم الهاربين، للموافقة على تطبيع العلاقات بينهما. 

و يرى المتابعين للشأن السياسي ان  هذا ما ستفعله تركيا عاجلا ام آجلا، هذه التصريحات من أبواق الإعلام التركي  إشارة إلى بدء تركيا في تغيير سياستها الخارجية تجاه مصر و دول الخليج الامر الذي سيضر اللعنوشي و حزبه.


اما قطر التي كانت دوما دعما ماليا لحركة النهضة خلال السنوات الماضية لتنفيذ برامجها الحزبية والتصدي للشارع التونسي الذي عبر في مناسبات عدة عن رفضه لحكم الإسلاميين، بدأت هي الاخرى تتبرأ الشيخ راشد الغنوشي .

حيث انتقدت عدة وجوه إعلامية معروفة بقناة الجزيرة سياسة راشد الغنوشي و ابرزهم محمد كريشان مذيع قناة الجزيرة والذي صرح في  تدوينة نشرها عبر شبكة الانترنات ان راشد الغنوشي يتحمل مسؤولية كل ما يحصل في تونس بقوله حرفيا :《تتحمل وزر المسؤولية الكارثية لهذه الفترة》, في إشارة إلى ان قطر و قناة الجزيرة ستغير من مسارها تجاه المعبد الازرق.


كل هذا ساهم في تضييق الخناق على راشد الغنوشي الذي أصبح سقوطه حتميا و نزوله من عرش البرلمان مسألة وقت.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال