في حوار لجريدة الغرب اللندنية، حمّلت المحامية والإعلامية التونسية ميّة الكسوري حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس مسؤولية الأزمات التي باتت تعصف ببلادها وذلك في وقت تعرف فيه تونس قطيعة بين رأسي السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة هشام المشيشي).
وفي ردها على اتهامات النائب راشد الخياري اعتبرت الكسوري أن تلك المزاعم هي محاولة لصرف الأنظار عن المعركة الأهم للتونسيين ضد الإسلاميين الذين يشكلون “فاشية جديدة”.
وقالت الكسوري في رد على تلك المزاعم “لاحظتم أنني رفضت الرد على ما يأتي من هؤلاء، لأن ذلك لا يمكن إلا أن يكون هراء في محاولة لصرف الانتباه عن معارك أهم مع السرطان الأصلي الذي يواجهه التونسيون وهو حركة النهضة”.
وأضافت “أنا لا أخفي صداقتي بالسفير الفرنسي مثلا وهو رجل أدب، لم يكن هناك أيّ اقتراح من فرنسا بشأن الحكومة، تحدثت مع السفير الفرنسي مرارا ولكن لم يكن هناك أيّ مقترح فرنسي في هذا الصدد، بالعكس عندما ذهبت إلى مجلس الشيوخ الفرنسي بعد أن تم استدعائي إلى جانب تونسيين آخرين في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي قمت بإلقاء كلمة انتقدت فيها السياسة الفرنسية في العديد من المناطق على غرار سوريا وبالعكس تم نشر رأيي في صحف فرنسية رغم أنني لم أطلب ذلك”.
وأوضحت مايا القصوري “أنا أتحدث مع السفير الفرنسي في مسائل سياسية في سياق نقاشات عادية، الإشكال حتى وإن كانت الرئاسة التونسية تستشيرني في مسائل مرتبطة بالحكومة فلها ذلك، للرئاسة الحق في استشارة من تريد”.
ووجهت ميّة الكسوري انتقادات لاذعة لتعاطي الإعلام المحلي التونسي مع هذه التسريبات قائلة “في الواقع لماذا رفضت التعليق في وسائل إعلام محلية على هذا الهراء؟ لأن وسائل إعلامنا اهتمت به بطريقة إثارة، لأن هذه المسألة غير قانونية: التجسس على الناس، وهناك فصول من مجلة الاتصالات تعاقب عليها على غرار الفصل 85 و86 من المجلة، لو كنا في إعلام مهني لتم التطرق لهذا لأن التسجيلات ليست صحيحة فقد تم تركيب صوتي ولذلك لم يتم إبراز الجانب المقابل الذي تحدثت معه، إنها عملية تركيب ومع ذلك الإعلام تعاطى معها بإثارة دون أن ينبه من خطورة مثل هذه العملية”.
واعتبرت القصوري أن هذا التحرك يستهدف صرف الأنظار عن المواجهة الحقيقية وهي مع حركة النهضة والذهاب إلى مسائل جانبية يدفع إليها “أذناب هذه الحركة”.
وتقول ميّة الكسوري “للأسف في تونس عُدنا إلى فترة ما قبل الدولة، وهذا ترسخ بعد الثورة من ممارسات الإخوان (النهضة)، هم يجسدون الفكر القبلي، فكر ما قبل الدولة، الفكر الريعي، لقد هدموا الدولة (..) ومنذ البداية كما تابعنا دخلوا يتحدثون عن الدولة العميقة، ما هي الدولة العميقة؟ هي الدولة المهيكلة منذ عهد الزعيم الحبيب بورقيبة (أول رئيس لتونس)، هم ببساطة ضد كل مقاربة عقلانية للدولة”.
وتابعتمايا القصوري “قلتها مرة في التلفزيون ولم يفهمها هؤلاء، الإسلاميون يمثلون الهطّايا (السكان الرحل الذين يمتهنون الفلاحة عبر الترحال موسميا)، هؤلاء هم الهطايا السياسيون لأن فكرهم يتمحور حول ضرورة الانتقال من فكرة إلى فكرة لمجرد أن المرحلة تقتضي ذلك”.
المصدر : جريدة العرب / موقع العرب
Tags
أخبار