مالك الصغيري يقدم درسا في التضحية قبل رحيله....

رحل  مالك الصغيري  عظيما كما عاهدناه. فلم يتردد الرجل المُفعم بحب الوطن والناس لحظة قبل أن يلقي بنفسه في مياه قنال من أجل إنقاذ حياة  صديقه، وفعلا أنقذه.. لكنه رحل، باكرا جدا.


ولابد أن الكل يتذكر الخطابات الحماسية لصاحب الصوت القوي و الحضور الملفت وفصاحة اللغة  بساحات المعهد التحضيري للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية وبمدرسة المعلمين العليا، أو بالساحة الحمراء وغيرها أيام الجمر.


من واكبوا أحداث الثورة في جانفي 2010، لا بد أنهم التقوا الطالب اليساري المثقف ذو الاطلاع على التاريخ والكتابات الذي تجرأ على انتقاد العائلات السياسية مبكرا، وخاض تجارب ثرية مبكرا، وأسس تجربته النقدية الخاصة به وهو في مدارج الجامعة.



مؤسس ''جيل جديد''، الحالم بتجربة شبابية جديدة بعيدة عن الحسابات والصفقات والخلافات البالية، استطاع جمع المئات من الشباب والنشطاء الذين شاركوه الحلم والفكرة.. مالك الصغيري، كان طالبا مجتهدا وصار أستاذا ملتزما وخاض تجربة إعلامية متميزة..  كان باختصار أحد أفضل من أنجبت الحركة الطلابية في العشرينية الأخيرة.. كل هذا حققه في نصف الحياة القصيرة التي عاشها.. 

رحم الله مالك وألهم عائلته وأصدقاءه ورفاقه الصبر والسلوان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال