عاجل : مجددا حركة النهضة توجه نداء إستغاثة و تستنجد بأمريكا : الأخ نور الدين البحيري في خطر أرجو مساعدتنا وحمايتنا من قيس سعيد.

تقدّم مساعد رئيس مجلس نواب الشعب ماهر مذيوب اليوم الثلاثاء 4 جانفي 2022 بمراسلة للسيناتور الأمريكي ورئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية عضو مجلس الشيوخ كريس مورفي حول وضعية القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري والتحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تواجه تونس.

وفيما يلي نص الرسالة :


بسم الله الرحمن الرحيم 

باردو - تونس : 04 جانفي- يناير 2022

من النائب ماهر المذيوب :

مساعد رئيس مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية.

إلى السيناتور كريس ميرفي/المحترم

رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية 

عضو مجلس الشيوخ

الولايات المتحدة الأمريكية/الصديقة.

 جهودكم مقدرة و مسؤوليتكم عظيمة،،،

لكن لا سلام في المنطقة و لا مستقبل للديمقراطية
 في أفريقيا، اذا انهارت او أصبحت تونس دولة فاشلة.

اما بعد اهداءكم أطيب التحيات و اخلص التهاني بمناسبة الأعياد و السنة الجديدة اعادها الله عليكم
 و على الشعب الأمريكي الصديق بالخير و الصحة 
و السلام.

و إذ اجدد لسعادتكم و لكل الديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية و العالم عميق تقديرنا لجهودكم العظيمة و المخلصة من أجل دعم الانتقال الديمقراطي في بلادنا تونس و الحرص على ان يبقى النموذج التونسي القائم 
على الحوار و التوافق و البحث عن الحلول الخلاقة
 في هذه الأيام العصيبة بالمنطقة و للبشرية جمعاء...

سعادة السيناتور المحترم:

نعتز كثيرا في تونس ، بان بلادنا كانت من اول الدول
 التي اعترفت بقيام الولايات المتحدة الأمريكية قبل 
أكثر من 200 عاما ، عرفت علاقاتنا منعطفات و تحديات 
و لكنها صمدت بقوة أمام كل الانواء و التقلبات، لأنها بينت على القيم، قيمنا المشتركة في الحرية  و التضامن بين شعوب العالم الحر...

قدمت بلادكم الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة دعما ماليا و اقتصاديا و دبلوماسيا مهما و مثمنا بقوة منذ قيام ثورتتا السلمية في 14 جانفي يناير 2011. و آمنت بلادكم و مؤسساتكم المنتخبة و مجتمعكم المدني  بشدة و ساندت الانتقال الديمقراطي في تونس كنموذج قائم على حق الاختلاف و الحوار و ضرب أسس الإرهاب و دعم مقومات التنمية المستدامة.

كان لشخصكم الكريم و ثلة من زملاءكم  في مجلسي الشيوخ و النواب و زوايا الإدارة  الأمريكية، مواقف مشرفة ، لن ننساها ابدا، و لن تسقط مطلقا من ذاكرة الشعب التونسي في مساندة تطعاته المشروعة من أجل حقه في العيش بسلام في بلد حر و ديمقراطي ، خاصة بعد الانقلاب الذي أقدم عليه السيد  قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية، باعتداءه الصريح و الجسيم على الدستور في 25 جويلية 2021.

لكن منذ مبارحتكم  تونس في 05 سبتمبر 2021،
 و بعد لقاءكم قيس سعيد و ثلة من الشخصيات التونسية، 
مرت مياه كثيرة و أحداث عديدة ، مربكة و مؤسفة و مياه آسنة خطرة جدا على جسم الديمقراطية  التونسية الناشئة. 

لقد خيم من جديد في سماء تونس، و نفوس التونسيات
 و التونسيين الشعور بالخوف، الذي خلنا اننا دفناه منذ 
عقد مضى، و احساس عميق بعدم التوازن، و فقدان للرؤية  الواضحة و الثقة في المستقبل، و هو يشاهد ان كل مكتسبات العشرية الأخيرة في الحريات تتلاشى يوما بعد يوم و الأنفاس تختنق و الديمقراطية الوليدة  مهددة بخطر داهم  مضاف إليها صعوبات مالية و اقتصادية و اجتماعية خطيرة جدا و غير مسبوقة  توشك ،توشك ، توشك
 ان تقذف ببلادنا لا قدر الله في نادي الدول الفاشلة بعد
 أن كنا أعضاء في نادي الديمقراطيين القوي مع تحدياته...

زميلي الأستاذ نورالدين البحيري النائب بمجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية و زميلكم المحامي لدى التعقيب، يقبع في مكان غير معلوم منذ أكثر من 100 ساعة ، يواجه واقفا صامدا ،كل الضغوطات الممكنة
 في ظل إخفاء قسري مع البرد الشديد و الوحدة القاتلة 
و المرض الخطير.

الأستاذ عبد الرؤوف بالطيب الدبلوماسي التونسي المخضرم والمستشار  الأول للرئيس قيس سعيد يخوض صحبة ثلة من البرلمانيات و الشخصيات السياسية
 و المدنية اضرابا للجوع و حرب الأمعاء الخاوية، رفضا لحالة الاستثناء و من أجل عودة الديمقراطية،  و الأهم من أجل أن يعود الجميع للحوار من أجل تونس أفضل...

تحديات مالية و اقتصادية و اجتماعية غير مسبوقة، تهدد الأسس العميقة لديمومة الدولة التونسية في ظل حكومة غير منتخبة، و امر للمالية لم يناقش في مؤسسة منتخبة و لم تطلع عليه الأطراف الاجتماعية و احتياجات مالية كبيرة لا احد يعلم كيفية تدبيرها، ووعود للمؤسسات المالية الدولية بالقيام باصلاحات جدية و مهمة و مطلوبة لكن كلفتها  الاجتماعية خطيرة في غياب تام للدبمقراطية
 و التشاركية الاجتماعية.

فكيف يمكن لأي إدارة او صديق لتونس ان يقدم ضمانات لأي اصلاحات مهما كانت مهمة و مطلوبة تفتقد للشرعية الانتخابية و الحزام المجتمعي الضامن  لسلاسة ويسر تطبيقها الا ان تكون وقودا لثورة جياع تدق الأبواب بقوة؟

بعيد مغادتكم  لتونس في سبتمبر 2021، جسد قيس سعيد وعوده لكم ، بتعليقه  فعليا و عمليا للدستور التونسي بالاوامر  الرئاسية عدد117 التي جمعت السلطات كل السلطات تحت امرته، ثم أعلن في 13 ديسمبر خريطة طريق من أجل ضرب كل المؤسسات و الحركات 
و المواطنات و المواطنين الذين سيقفون أمام حلمه بإعلان و بناء الجماهيرية التونسية الأولى في افق سنة 2023.

سعادة السيناتور كريس ميرفي المحترم

نعلم جيدا حجم التحديات التي يواجهها العالم الحديث
 و حجم الضغوطات التي تتعامل معها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة في منطقتنا و بقية دول العالم. 

لكن دعني اقول لكم عاليا ، و بكل صدق، ان قيمة الكرامة هي الأعلى في سلم القيم للشعب التونسي العظيم، 
و ان هذا الشعب تذوق قيمة الحرية و الحريات ، و لن تتمكن اي قوة على وجه الأرض مهما تجبرت و استكبرت ان تعيده إلى الوراء و سنوات السوداء و الاستبداد كلفه ذلك ما كلفه، و الأهم من ذلك دعني أخبرك بان هذا الشعب التونسي العظيم و مؤسساته الصلية و المنتخبة واجهت بكل ذكاء و حكمة و اتزان و تصميم و حزم محاولتين سابقتين من الراحل القذافي للاستيلاء  على الدولة التونسية عبر الدبلوماسية في جربة 1974 و عبر قوة السلاح في قفصة 1982 ،،،و لنا القوة و التصميم لمواجهة المحاولة الثالثة و الأخيرة عبر بقايا افكار روح القذافي الشريرة في البناء القاعدي لضرب الأسس و القيم العظيمة للجمهورية التونسية.

سعادة السيناتور كريس ميرفي المحترم.

لا نشك لحظة في جهودكم المخلصة و دعمكم العظيم للقيم الديمقراطية في العالم،  لكن علمنا التاريخ ان الوقت لا يرحم و ان اي التقاء للفاشية الجديدة و الشعبوية الناشئة هو الخطر الداهم علينا و عليكم ، في تونس
 و المنطقة و العالم.

هذا قدرنا ،و هذه حربنا المدنية السلمية التي سنخوضها  حتى تعود الديمقراطية ترفرف في سماء بلادنا و الطمانية لنفوس التونسيات و التونسيين قريبا بإذن الله تعالى. 

و لكن تيقنوا، انه لا سلام في المنطقة ابدا، 
و لا ديمقراطية لمواجهة التحديات المشتركة عربيا
 و أفريقيا خاصة في غياب الحريات و الديمقراطية
 في تونس.

مع خالص الود

إرسال تعليق

أحدث أقدم