قالوا: الغنّوشي انتهى سياسيّا.. تحت القصف و تحت النفس..

قالوا: الغنّوشي انتهى سياسيّا..

على قناة التّاسعة لمّة وحوارات ونقاشات قدّم فيها لطفي العماري خلاصة مفادها : الغنّوشي انتهى سياسيّا.


من يستمع إلى العماري ومجموعته يعتقد أنّ الغنّوشي في الثلاثينات من عمره، دخل السياسة لكنّه انتهى لقلّة تجربته أو للأخطاء التي ارتكبها!.. ولا أحد يجول في خاطره أنّ الذي يتكلّم عنه العماري شخصيّة سياسيّة فكريّة تدبّ في عقدها التّاسع، وقد كان وما زال الرّقم واحد في وجه بورقيبة والرّقم واحد في وجه بن علي وما زال الرّقم واحد في وجه سعيّد، والرّجل بدأ رحلته الفكريّة السياسيّة عام 1964، 

يعني قطع مسيرة طولها 58 عاما، يعني شارفت على الستّة عقود، بينما تجاوز 81 عاما من عمره، رغم ذلك ما زال يحيّر خصومه، ما زالوا يتطلّعون إلى التمعّش من نهايته في هذا العمر بعد أن فشلوا في إنهائه منذ أواخر ستينيّات القرن الماضي، بمعنى فشلوا في هزيمته فعادوا يتلهون بنهايته الطبيعيّة التي هي سنّة تأتي على كلّ البشر، أمّا إذا كانوا يقصدون ستّة عقود لا تكفي كمسيرة فوجب تذكيرهم بأنّ هذا اسمه راشد الغنّوشي الخريجي وليس سيّدنا نوح!.. كما غاب عنهم أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: "أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ" وهذا الغنّوشي مسيرته فقط قاربت الستّين وليس عمره.


لقد نصحنا لهم لكنّهم لا ينتصحون، قلنا لهم استريحوا لقد فات الوقت الافتراضي للتمعّش من سقوط أو نهاية الغنّوشي، كان يمكن أن يحدث ذلك في السبعينيّات أو في الثمانينيّات أو في التسعينيّات.. أمّا اليوم فقد ضاعف الرّجل رصيده مرّتين، يكفي القول أنّ السياسي الذي يعمّر لعشرين سنة يكون قد تجاوز مرحلة الفناء السياسي وسجّل اسمه في خانة البقاء كحالة غير عابرة، والغنّوشي تعرّض إلى الاجتثاث من الدّاخل والخارج  وطالت لكراهية فوق الوصف.. وصمد لستّة عقود تحت القصف.. وتحت النّسف.. 

بقلم نصرالدّين السويلمي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال