سمير الوافي في تدوينة مؤثرة..إنتهى الحلم الجميل الذي عشناه.

كتب سمير الوافي _  سمير الوافي في تدوينة مؤثرة..إنتهى الحلم الجميل الذي عشناه مع المغاربة....

إنتهى حلم الركراكي الذي سخر منه الجميع حين صرّح أنه " يريد اللعب من أجل الفوز بكأس العالم " كما سخروا من الجزائري جمال بلماضي سابقا حين راوده نفس الحلم ثم خذله الحظ...وبعد تجاوز المغرب الدور الربع النهائي أصبحوا يطالبون الركراكي بتحقيق ذلك الحلم الجماعي...ويحتجون على الإكتفاء ببلوغ النصف النهائي...واكتشفوا أنه لم يكن مجنونا بل عبقريا وشجاعا...!

لكن التاريخ سيذكر أن ما قبل مشاركة المغرب يختلف عما بعدها...

فقد نجح المنتخب المغربي في تغيير نظرتنا إلى أنفسنا...وفي مراجعة معدل ثقتنا في أنفسنا...وإقناعنا أننا قادرون على تجاوز حاجز « المشاركة المشرفة »...الذي تحول إلى شماعة مريحة نعلق عليها الإحباطات المتتالية والخيبات المتكررة...وعلمنا هذا الدرس المغربي على أن لا نرضى بسقف متدنٍ لطموحاتنا...!

وبعد هذه المشاركة التاريخية لن يرضى أحدنا مستقبلا بأقل من بلوغ ذلك السقف الذي فرضته المغرب...وأصبح مقياسا جديدا لا سقف له...ورقما قياسيا لا نزول تحته...فتغير لاعبو المغرب مفهوم ومعايير " المشاركة المشرفة "...ولم يعد الفوز بكأس العالم حكرا على نفس الدول المتغطرسة والمسيطرة والمتكبرة...وكل هذا سيكون مصدر طاقة هائلة للأجيال القادمة في كل المجالات داخل وخارج الملاعب...حيث لا مستحيل نستسلم له ولا كبير ننحني أمامه ولا قوي ننبطح في طريقه...!

 شكرا للمنتخب المغربي على هذه القصة الملهمة والجميلة...وعلى هذه الدروس التي علمتنا كيف نغيّر تاريخا متكلسا ومملا ومتكررا كنا نظن أنه عصيّ على التغيير...شكرا للركراكي الذي سخروا منه ثم حاربوه ثم إنتصر...وذلك هو الدرس الكبير !