"نتذكر روحي وأنا صغير مازلت نقرا في الليسي...نجي من زغوان في العطلة لدار خالي في حي الملاحة في أريانة...ونهبط للافايات في شارع الحرية نقعد واقف قدام مقر الإذاعة والتلفزة مقابل الباب الرئيسي...نعس على الداخل والخارج لعل نشوف نجيب الخطاب أو حاتم بن عمارة مثلا اللي كنت مغروم بيهم...
ممكن نستنى ثلاثة أو أربعة سوايع باش نشوف حاتم بن عمارة متعدي من بعيد وأنا منبهر...نتبعو ونشيعو بعينيا كهو لا نكلمو ولا يكلمني لين يختفي...خاطر كان يكلمني ندوخ ...وبعد نروح فرحان نحكي لأمي وصحابي اللي أنا شفت حاتم أو نجيب في عز نجوميتهم وشهرتهم وشعبيتهم...وفي عز التلفزة ولافايات والزمن الجميل...ودارت الأيام...!!!
اليوم سمعت حاتم بن عمارة مع هادي زعيم في موزاييك...فاستمتعت بالرقي والرصانة وإحترام المهنة والكلاس والترفع والرفعة والذوق...الكبير كبير...وحاتم قليل الظهور كضيف...لكن ظهوره مع هادي أعادني سنوات إلى الوراء...هذا الرجل نافس نجيب الخطاب وما أدراك وعاصر الكبار وتعلم منهم التلفزة على أصولها...
لذلك لا أستغرب اليوم رفضه خيانة ما تعلمه والمساومة على تاريخه وتفضيله للإبتعاد عن التلفزة على المغامرة بما حققه...فهو رغم كل شيء يظل قيمة ثابتة وعلامة راسخة...وإلى اليوم عندما أراه كأنني رأيت معلمي وملهمي...فقد كان من الذين غرموني في الإعلام...ومن مصادر شغفي وإلهامي...!!!
Tags:
منوعات