نجيب الشابي: استحي من اكون تونسيا واشعر بالعار لاني انتمي لهذا الشعب.

نجيب الشابي: استحي من اكون تونسيا واشعر بالعار لاني انتمي لهذا الشعب. 


      
هاجم رئيس جبهة الخلاص احمد نجيب الشابي في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك ما يحصل من عنصرية ضد الافارقة جنوب الصحراء في ولاية صفاقس.
وقال انه يستحي من كونه تونسيا وانه يشعر بالعار لانه ينتمي لشعب يبدي من اعماق وجدانه عنصرية بشعة يعامل بها الانسان كما لا يعامل الحيوان بسبب لون بشرته وليس لأي سبب آخر..


و كانت أحياء بولاية صفاقس والمناطق ذات الكثافة السكنية العالية بصفاقس الكبرى، شهدت في الأيام الماضية، احتقانا كبيرا واشتباكات بين مجموعات من المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وبين سكان محليين بسبب غضب من التدفق الكبير للمهاجرين وبعد مقتل شاب تونسي مساء الاثنين المنقضي طعنا على يد مهاجرين.

وقامت السلطات منذ أول أيام عيد الأضحى (28 جوان الماضي) بترحيل حوالي 1200 مهاجر غي نظامي من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بالتنسيق بين إقليم صفاقس والأقاليم الحدودية برا في ليبيا والجزائر التي تتكفل بعملية الترحيل، بحسب ما صرح به النائب بالبرلمان عن جهة صفاقس، معز برك الله، أمس الأربعاء....


وقال الشابي،قدم الينا إخواننا الليبيون والجزائريون بمئات الآلاف عند المحن واستقبلناهم خلال حقب مختلفة من التاريخ بما تقتضيه علاقات الأخوة ومكارم الاخلاق، واليوم وقد دفعت الينا الحاجة بموجة من الهجرة الافريقية فنبدي ازاءها من الرفض ما بلغ مستوى العنف العنصري الجماعي ونسينا اننا أفارقة نسينا أن انسداد باب الامل يقذف سنويا بعشرات الآلاف من أبنائنا الى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط فنرفض تهجيرهم القسري ونطلب معاملتهم بكرامة في اطار ما تقتضيه منظومة حقوق الانسان الكونية ونرفض الخطاب العنصري المعادي للمهاجرين. ننسى كل ذلك ونسمح لأنفسنا بإطلاق العنان لمشاعر الكراهية العنصرية البغيضة فنلاحق إخواننا الافارقة ونطلب بحشرهم في محتشدات بأقصى الجنوب، على تخوم الصحراء...


وأضاف نجيب الشابي ، أعلم أن طاقة بلادنا لا تتسع لاستيعاب موجات متلاحقة من الهجرة واعلم الازمات الاجتماعية والتحديات الأمنية التي تثيرها هذه الموجات، لكني استحي ولا اقبل بان يعامل إخواننا الآدميون بغير ما تقتضيه قيمنا الروحية ومبادئ حقوق الانسان الكونية. وغير ذلك يسيء الينا ويلحق بنا العار ويترك بصمته على جبيننا مدى الدهر، فهل يعلم التونسي مثلا ان القائمين على أيام قرطاج السنيمائية لهذا العام لا يجدون مُخرجا افريقيا واحدا يقبل المشاركة في هذا المهرجان وهو الذي قام لتكريم الفيلم العربي والافريقي على وجه التحديد؟


دور السلط العمومية - والساسَة عموما - لا يكمن في مجاراة المشاعر الشعبية البدائية واذكائها بحثا عن مغانم انتخابية زائفة وانما يقوم على تهذيبها وترسيخ قيمنا العريقة ومعالجة الابعاد الاجتماعية والأمنية بما تقتضيه قيم ومبادئ مدونة حقوق الانسان التي تؤسس للحضارة الكونية المعاصرة وللتعاون الدولي لمحاصرة الازمات. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

محتوى مدفوع