في تحذير صارخ، أكد محرز الغنوشي أن البحر الأبيض المتوسط يشهد حرارة قياسية تؤدي إلى تسارع ظواهر مناخية خطيرة، أبرزها الفيضانات والسيول. تفاصيل التحذيرات ومقترحاته لتجنب الكارثة في هذا المقال.
موزاييك نيوز : أطلق المهندس محرز الغنوشي، الخبير بالمعهد الوطني للرصد الجوي، تحذيرًا شديد اللهجة حول تسارع الظواهر المناخية القصوى التي تشهدها منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفي مقدمتها تونس، نتيجة التغيرات المناخية العميقة خلال السنوات الأخيرة.
وأشار الغنوشي إلى أن المنطقة سجّلت ارتفاعًا غير مسبوق في درجات حرارة مياه البحر، ما أدى إلى تفاقم ظاهرة "المداريات المتوسطية" أو ما يُعرف بـ"Medicanes"، وهي عواصف شبيهة بالأعاصير تحدث في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وبيّن أن حرارة المياه السطحية أصبحت من بين الأسرع ارتفاعًا على وجه الأرض، وهو ما يُسرّع من وتيرة التبخر وبالتالي يزيد من كميات الرطوبة في الغلاف الجوي، ما يجعل المنطقة أكثر عرضة لهطول أمطار طوفانية وفيضانات كارثية، كالتي شهدتها عدة دول أوروبية ومتوسطية مؤخرًا.
كما أوضح أن التغيرات المناخية لا تقف عند حدود الفيضانات والسيول، بل تتجاوزها لتشمل تهديدات حقيقية للنظم البيئية والاقتصادية، من بينها اضطراب مواسم الصيد البحري، وتراجع أعداد بعض أنواع الأسماك، وازدياد تكاثر الطحالب السامة، وانقراض أنواع نادرة، ما يهدد التنوع البيولوجي البحري في المنطقة بأكملها.
وأضاف الغنوشي أن العوامل البشرية، كالتوسع العمراني العشوائي وتدهور البنية التحتية لتصريف مياه الأمطار، تساهم في جعل المدن التونسية أكثر هشاشة أمام مثل هذه الكوارث.
وفي ظل هذا الوضع المناخي المتدهور، دعا الغنوشي إلى عقد قمة بيئية متوسطية استثنائية تضم جميع الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بهدف تنسيق الجهود، وتبادل الخبرات، والتوصل إلى حلول جماعية عاجلة لاحتواء التدهور المناخي والبيئي المتسارع.
كما شدد على أهمية الاستعداد الجيد للموسم المطري المقبل، الذي قد يحمل معه موجات جديدة من الفيضانات والانزلاقات الأرضية، مطالبًا بمزيد من الوعي المجتمعي والإرادة السياسية لتفادي المزيد من الخسائر المادية والبشرية.
Tags
أحوال الطقس