منى نور الدين تُعبّر عن صدمتها من جمهور مهرجان سوسة: "المسرح كان شبه خالٍ رغم تعبنا"
في مشهد مؤثر يعكس واقع المسرح التونسي، عبّرت الفنانة القديرة منى نور الدين عن خيبة أملها وصدمتها من ضعف الحضور الجماهيري خلال عرض مسرحيتها الجديدة "رقصة سماء" ضمن فعاليات مهرجان سوسة الدولي، مساء يوم الأربعاء 6 أوت 2025.
منى نور الدين: "لم أتعوّد على هذا الغياب من جمهور سوسة"
خلال ندوة صحفية عُقدت عقب العرض، قالت منى نور الدين بصوت مفعم بالحزن:"حقيقة، مصدومة لأن جمهور سوسة كان دايمًا حاضر في المسرحيات الهامة... أحنا متعودين على جمهور غفير، يقعد يتفرّج بالساعات… أما اليوم؟ لقيت فارق كبير، وصراحة مصدومة."
وأضافت بأسى: "خدمنا بتعب كبير، في نفس المسرح اللي استقبل عمالقة الفن… وقدمنا عمل فني متكامل، لكن الجمهور غاب!"
تصريحاتها أثارت تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من محبي المسرح عن تضامنهم، فيما دعا آخرون إلى مراجعة سياسات الترويج الثقافي.
"رقصة سماء": عرض فني يجمع بين الماضي والحاضر
مسرحية "رقصة سماء" هي عمل مشترك بين المسرح الوطني التونسي والمركزين الوطنيين للفنون الدرامية والركحية في الكاف وزغوان. أخرج العمل الطاهر عيسى بن العربي، الذي قدّم رؤية بصرية وسينوغرافية متكاملة، تمزج بين الأزمنة والفضاءات.
ويشارك في العمل نخبة من الفنانين، من بينهم:
منى نور الدين
هاجر حمودة
خالد الزيدي
لزهر الفرحاني
عبد الكريم البناني
شيماء الزعزاع
حمزة الورتتاني
منير الخزري
إيمان المناعي
آمنة المهبولي
تعتمد المسرحية على أجواء رقصة الدراويش الصوفية، وتنسج علاقة رمزية بين شخصية "هالة" في العصر الحديث و"شمس الدين التبريزي" في القرن الثالث عشر، ما يخلق عالمًا برزخيا يجمع بين الخيال والواقع، الماضي والحاضر.
أزمة جمهور أم فشل في الترويج؟
رغم القيمة الفنية العالية للمسرحية، إلا أن ضعف الإقبال الجماهيري أعاد إلى الواجهة تساؤلات عديدة:
هل أصبح المسرح الجاد غير جذاب لجمهور المهرجانات الصيفية؟
هل يكمن الخلل في استراتيجية الترويج الإعلامي للعروض؟
أم أن هناك أزمة أعمق في العلاقة بين الجمهور والفن الراقي؟
يرى مراقبون أن هذه الحادثة لا يجب أن تمرّ مرور الكرام، بل تستدعي وقفة تقييم جدية للسياسات الثقافية وسبل دعم المسرح التونسي.
تُعدّ صرخة منى نور الدين تذكيرًا مؤلمًا بأن الفن لا يكتمل دون جمهور. فحتى العروض الراقية، عندما تُعرض في قاعات شبه فارغة، تطرح سؤالًا صريحًا: من يُقصّر: الفنان؟ أم الجمهور؟ أم المنظومة؟
يبقى المسرح أحد أعمدة الثقافة في تونس، لكن دون تفاعل جماهيري، يُخشى أن يتحوّل إلى مجرد طيف من ماضٍ مجيد.
Tags
منوعات