سيارة بداخلها 200 مليون تقود للقبض على ملياردير تونسي وتفضح شبكة دولية

تونس، 29 ديسمبر 2025 – كشف التحقيق الأمني الذي قادته إدارة الشرطة العدلية بالقرجاني عن شبكة دولية تنشط بين تونس وأوروبا، وكانت وراء ترويج الممنوعات و غسل الأموال. وأدى تتبع ملف معقد إلى القبض على ملياردير تونسي كان يشغل دورًا كبيرًا في هذه الشبكة، والتي بدأت خيوطها تتكشف بعد ضبط سيارة تحتوي على 200 ألف دينار دون أي تبريرات قانونية لمصدر المال.

التحقيقات تكشف شبكة واسعة

تحركات أمنية معمقة قادها أعوان الإدارة الفرعية للأبحاث الاقتصادية والمالية، كشفت عن منظومة دولية معقدة تمارس عمليات غسيل الأموال على نطاق واسع، حيث تم تفعيل مراقبة دقيقة منذ ضبط السيارة في قرمبالية. وفوجئت السلطات بحجم الأموال المشبوهة التي كانت تُنقل باستخدام شركات وهمية تم تأسيسها لتسريع عمليات نقل الأموال وإضفاء طابع قانوني عليها.

ضبط ممتلكات فاخرة ومعدات فارهة

أثمرت التحقيقات عن حجز ممتلكات ضخمة شملت يخوتًا فاخرة، عقارات راقية في مناطق مثل المرسى و الحمامات، إضافة إلى سيارات فارهة و دراجات نارية و ساعات يدوية ثمينة. كما تم تجميد حسابات بنكية تحتوي على مبالغ ضخمة يشتبه في ارتباطها بالتحويلات المالية المشبوهة.

القبض على المشتبه بهم

في خطوة مهمة نحو تفكيك الشبكة، تم إيقاف العديد من الأشخاص المشتبه في تورطهم في التلاعب المالي والتستر على عمليات غسيل الأموال. من بينهم شخصيات بارزة في هذا الملف، بما في ذلك شخصان يديران مكاتب لصرف العملة و موظفة في بنك عمومي تم الاشتباه في علاقتها بالتحويلات المالية التي كانت تساهم في إخفاء مصادر الأموال.

تفاصيل مثيرة حول الملياردير التونسي

تبيّن التحقيقات أن الملياردير التونسي المتورط في هذه الشبكة كان قد غيّر اسمه العائلي محاولًا التخفي من السلطات. وقد تبين أنه ملاحق دوليًا من قبل الإنتربول بسبب تورطه في ترويج الممنوعات في أوروبا، لكن تحقيقات دقيقة مكنت من كشف هويته الحقيقية وارتباطه بالشبكة الدولية.

التطورات المستقبلية

بعد إتمام التحقيقات الأولية، تم إحالة الموقوفين إلى قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية بقرمبالية، حيث تم إصدار بطاقات إيداع بالسجن لعدد من المتورطين في القضية. وأبقى القاضي على شخصين في حالة سراح لحين استكمال الأبحاث المتعلقة بهذا الملف الذي ما زالت تداعياته مفتوحة، مع احتمال وجود شخصيات أخرى قد تكون متورطة في العمليات المالية المشبوهة.

التداعيات الأمنية والاقتصادية

تكشف هذه القضية حجم الأنشطة الإجرامية التي تمتد عبر القارات، ويبرز الدور الكبير الذي تلعبه التقنيات الحديثة في تسهيل غسيل الأموال وتبديد أموال الشعب في عمليات غير قانونية. ما يجعل السلطات الأمنية مطالبة بمزيد من الرقابة والتعاون الدولي للكشف عن الشبكات الإجرامية وإحباط أي محاولة لتمويل الأنشطة المشبوهة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال