في واحدة من أكثر القصص الإنسانية تأثيرًا في بطولة كأس أمم إفريقيا الحالية، خطف اللاعب جورجي مينونجو الأضواء بعدما تحوّل من حالة طبية صادمة كادت تنهي مسيرته الكروية، إلى مثال حيّ على الإصرار والتحدي داخل المستطيل الأخضر.
بداية الأزمة الصحية
تعود تفاصيل القصة إلى فترة تدريبات اللاعب مع فريقه، حين اشتكى جورجي من التهاب وألم في إحدى عينيه، وهو ما اعتبره في البداية مجرد حساسية عابرة. غير أن حالته الصحية ساءت بشكل مفاجئ، إذ تغيّر لون عينه بعد أيام قليلة، ما استدعى عرضه على طبيب مختص، الذي أكّد أن الحالة غير مألوفة ولم يشاهد مثلها سابقًا.
وبعد خضوعه لعملية جراحية، تبيّن أن العصب البصري تعرّض لتلف كامل، ما أدى إلى فقدانه البصر في إحدى عينيه، وهو خبر كان كفيلًا بإنهاء مسيرة أي لاعب كرة قدم محترف.
إصرار غير عادي وتحدٍ للتوقعات
رغم الصدمة النفسية القاسية، رفض جورجي الاستسلام. طلب منه طبيب الفريق التوقف عن التدريبات لمدة أسبوع كامل، مع التأكيد على أنه لن يتمكن من اللعب مجددًا. إلا أن اللاعب عاد للتدرب مرتديًا نظارات واقية، وعلّق ورقة على خزانته كتب عليها:
"أنا سأكون أفضل من اللاعبين ذوي العينين".
وبمرور الوقت، أثبت جورجي لزملائه وللجهاز الفني أنه قادر على قراءة مجريات اللعب بشكل مذهل، معتمدًا على التمركز الصحيح، وحسن التوقيت، والقدرة على استشعار تحركات المنافسين، في مزيج نادر من الحدس والتركيز العالي.
أرقام لافتة في الدوري الأمريكي
في سنة 2024، شارك جورجي لأول مرة مع نادي سياتل الأمريكي، ونجح في المساهمة بـ6 أهداف خلال 10 مباريات، وهو ما فاجأ الطاقم الفني، ودفع طبيب الفريق إلى حضور المباريات بنفسه للتأكد من حقيقة ما يحدث، قبل أن يعترف لاحقًا بأن اللاعب غيّر نظرته تمامًا لكرة القدم.
لحظة خالدة في أمم إفريقيا
وتوّجت قصة التحدي هذه بمشاركة جورجي لأول مرة مع منتخب بوركينا فاسو في كأس أمم إفريقيا. ففي مباراة حاسمة أمام غينيا الاستوائية، دخل كبديل في الدقيقة 80، قبل أن يسجّل هدف التعادل في الدقيقة 94، منقذًا منتخب بلاده من الخسارة، ومانحًا الجماهير واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في البطولة.
قصة تتجاوز كرة القدم
قصة جورجي مينونجو ليست مجرد حكاية رياضية، بل درس إنساني عميق يؤكد أن الإرادة قادرة على كسر أقسى الظروف، وأن الإيمان بالنفس قد يصنع المعجزات، حتى عندما يبدو المستحيل هو العنوان الأبرز.
Tags
رياضة