قدّم الأستاذ المبرّز في الجغرافيا والباحث في علم المناخ عامر بحبّة قراءة معمّقة للتطورات الجوية التي ستشهدها تونس خلال الأيام القادمة، مؤكّدًا أن البلاد على موعد مع فترة من الاضطرابات النشطة نتيجة تأثّرها بمنخفضين صحراويين متتاليين، قد يجلبان كميات هامة من الأمطار على معظم الجهات.
وأوضح بحبّة، خلال مداخلته على إذاعة “الديـوان” ضمن برنامج 60 دقيقة، أنّ تونس تعيش منذ أيام حالة من الاستقرار المناخي، مع درجات حرارة عادية وغياب تام لموجات البرد.
غير أنّ هذا الهدوء لن يطول، إذ ستبدأ أولى مؤشرات التغيّر مساء الجمعة وصباح السبت عبر أمطار خفيفة متفرّقة على السواحل الشرقية، وخاصة ولايات الساحل والمهدية ونابل. وتقدَّر كميات الأمطار المتوقعة خلال هذه المرحلة بين 1 و10 مليمترات، وقد تصل محليًا إلى 15 مليمترا.
المنخفض الأول.. بداية الاضطرابات يوم 15 ديسمبر
وبحسب الخبير، يبدأ تأثير المنخفض الجوي الأول مساء يوم 15 ديسمبر ليتواصل حتى يوم 16 ديسمبر، إذ يتقدّم تدريجيًا من الجنوب الغربي نحو بقية الولايات. وستكون البداية في توزر وقفصة وقبلي وتطاوين والقصرين، قبل أن يمتد إلى قابس وصفاقس والساحل والقيروان وصولًا إلى الولايات الشمالية الشرقية.
ويتوقع أن تكون الأمطار خلال هذه الفترة عامة ومتفاوتة الكميات، بين المتوسطة والغزيرة محليًا، على امتداد تأثير يدوم بين يوم ويوم ونصف.
المنخفض الثاني.. أمطار أكثر غزارة واتساعًا
أما المنخفض الصحراوي الثاني، فيُرتقب أن يبدأ تأثيره ليلة 17 ديسمبر وتبلغ ذروته يوم 18 ديسمبر، حيث يُتوقع أن يكون أكثر فاعلية من سابقه سواء من حيث اتساع رقعة التأثير أو حجم الأمطار المنتظرة.
وستشمل الأمطار أغلب ولايات تونس، مع فرص مرتفعة لنزول كميات غزيرة خصوصًا في الوسط والجنوب الشرقي، وقد يتجاوز المجموع العام للأمطار بين 15 و20 ديسمبر حاجز 100 مليمتر في بعض المناطق.
ويشير بحبّة إلى أن هذه الفترة قد تكون الأكثر مطرًا منذ بداية الموسم، مع استمرار التقلبات لعدة أيام بشكل متقطّع.
هل هناك مخاوف من الفيضانات؟
ذكّر الباحث بأنّ المنخفضات الصحراوية لطالما ارتبطت تاريخيًا بأقوى الفيضانات التي شهدتها تونس، مثل فيضانات 1969 و1973 و1990، لكنه استدرك موضحًا أنّ المعطيات الحالية لا تشير إلى مخاطر كبيرة، مع التأكيد على ضرورة متابعة النشرات الجوية الرسمية في حال حدوث أي تطوّر مفاجئ.
ضباب كثيف ورؤية محدودة
وبالتوازي مع الأمطار المرتقبة، يتوقع استمرار الضباب الكثيف خلال الليل والصباح الباكر في عدة ولايات، مع انخفاض في مدى الرؤية قد يصل إلى أقل من 50 مترًا، خصوصًا قرب الغابات والسدود والمناطق الساحلية.
ودعا بحبّة مستعملي الطريق إلى توخّي أقصى درجات الحذر واحترام قواعد السياقة في هذه الظروف الصعبة.
فرصة لتعزيز الموارد المائية
وفي ختام مداخلته، اعتبر الباحث أن هذه الاضطرابات تمثل فرصة هامة لدعم الموارد المائية التي عانت نقصًا كبيرًا خلال الأشهر الماضية، خصوصًا في ولايات الوسط والجنوب، على أمل أن تساهم الأمطار المنتظرة في تحسين منسوب السدود وتدفق الأودية خلال الأيام المقبلة.
Tags
أحوال الطقس