يتزامن يوم 25 ديسمبر من كل سنة مع دخول فترة تُعرف في التقويم الفلاحي باسم “الليالي البيض”، وهي مرحلة مناخية تقليدية تمتد إلى غاية 13 جانفي، وتُعدّ من الفترات المهمة التي يعتمد عليها الفلاحون في قراءة التغيرات الجوية والاستعداد للمراحل اللاحقة من الموسم الزراعي.
ما هي “الليالي البيض”؟
الليالي البيض هي فترة مناخية معروفة في التراث الفلاحي، سُمّيت بهذا الاسم بسبب صفاء السماء وقلة الغيوم خلال الليل، ما يؤدي إلى فقدان الأرض للحرارة بسرعة، فتشتد البرودة ليلاً ويكثر تشكّل الصقيع، في حين يكون الطقس نهارًا معتدلًا إلى دافئ نسبيًا مقارنة بالليل. وخلال هذه المرحلة، تدخل النباتات في حالة سبات طبيعي لحمايتها من البرد القارس.
وتتميّز هذه الفترة، بحسب المختصين في الشأن الفلاحي، بتفاوت حراري كبير بين النهار والليل، وهو ما يفرض على الفلاحين توخي الحذر خاصة في ما يتعلق بحماية الزراعات الحساسة والأشجار المثمرة من الصقيع.
من الليالي البيض إلى الليالي السود
وبانتهاء الليالي البيض يوم 13 جانفي، تبدأ مباشرة فترة “الليالي السود” التي تمتد من 14 جانفي إلى 2 فيفري. وتُعرف هذه المرحلة بشدة البرودة وكثافة السحب والغيوم خلال النهار، مقابل طقس يكون أدفأ نسبيًا خلال الليل. وخلال هذه الفترة، تبدأ النباتات والزراعات بالخروج تدريجيًا من حالة السبات والدخول في مرحلة النمو.
مراحل لاحقة في التقويم الفلاحي
عقب الليالي السود، تأتي فترة “العزّارة” التي تدوم 9 أيام، وتتميّز بتقلبات جوية حادة وغير مستقرة، تليها مباشرة “قرّة العنز”، وهي يوم واحد يُعدّ تقليديًا من أبرد أيام السنة وفق الموروث الشعبي.
ويؤكد خبراء الفلاحة أن هذه التقسيمات الزمنية، رغم طابعها التراثي، ما تزال تُستعمل على نطاق واسع من قبل الفلاحين باعتبارها مؤشرات تقريبية تساعدهم على تنظيم مواعيد الزراعة، وحماية المحاصيل، والاستعداد لتقلبات الطقس خلال فصل الشتاء.
Tags
أحوال الطقس