كتب الصحفي محمد الماطري صميدة على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك تدوينة مؤثرة تحدّث فيها عن مكالمة جمعته اليوم بالمدير الرياضي للمنتخب الوطني زياد الجزيري، مؤكداً أنها لم تكن مجرد اتصال بروتوكولي، بل لحظة حملت الكثير من الصدق والمسؤولية والروح الوطنية.
وقال صميدة إن المقال الذي نشره سابقاً موجهاً إلى الجزيري «بوجع تونسي خالص» كان دافعاً لهذه المكالمة غير المتوقعة، مضيفاً: “حين رنّ هاتفي لم أسمع صوت مسؤول، بل سمعت نبض وطن.”
“لم يكن دفاعاً عن الذات… بل حوارا راقيا”
وأوضح صميدة أن حديث الجزيري معه لم يكن فيه تبرير أو دفاع عن موقعه داخل المنتخب، بل كان حواراً راقياً بين رجلين يجمعهما همّ واحد: تونس.
وأشار إلى أن الجزيري تحلى خلال المكالمة بدرجة كبيرة من الأخلاق والتواضع والوضوح، قائلاً:“ما لامني… بل فهمني. ما جادلني… بل احترم موقفي.”
“ابن جيل لعب للتاريخ… لا للكاميرات”
ووصف صميدة المدير الرياضي الحالي بأنه أحد أبناء الجيل الذهبي الذي لعب للمنتخب بروح قتالية ومسؤولية، مؤكداً أن عودته اليوم إلى الجامعة ليست بحثاً عن الأضواء، وإنما رغبة في إصلاح ما انكسر داخل المنتخب.
وقال أيضاً إن صوت الجزيري حمل مزيجاً نادراً من «الحزم والتواضع، الألم والأمل، الواقعية والكرامة»، وهو ما جعله يشعر بأن تونس ما زالت بخير رغم كل الصعوبات.
“نحتاج رجال نية صافية… لا رجال دعاية”
وأكد صميدة أن المكالمة كانت رسالة عميقة بأن الكرة التونسية ما زالت تضم رجالاً صادقين، وأن الوطنية ليست خطاباً يُلقى بل ممارسة يومية.
ونقل عن الجزيري قوله: “نفهمك… ونحترم حرقتك… ونحتاج أصواتاً صادقة مثلك.”
“الاتصال كان رسالة… أن الأمل لم يمت بعد”
وختم صميدة تدوينته بأن هذه المكالمة كانت أكثر من مجرد تواصل، إذ مثّلت بالنسبة إليه دليلاً على أن الروح الوطنية ما زالت حيّة، وأن المنتخب الوطني، رغم الجراح، ما زال يملك رجالاً قادرين على إعادة بناء الثقة والحلم.
Tags
رياضة