الوزير السابق الصادق شعبان ‏: ‏كانت ‏لنا ‏دولة ‏أزعجتنا ‏سلطتها و ‏اليوم ‏لا ‏دولة ‏ولا ‏سلطات

من أروع ما كتب الوزير السابق الصادق شعبان 

كلمات ما كنت اريد كتابتها
إلى من شيطن النظام السابق و رجال خدموا الدولة الوطنية
اقول هذه الكلمات
إلى من رفض المصالحة و خير الانتقام و الابتزاز
اقول هذه الكلمات
إلى من عذب رجال خدموا الوطن بملاحقات لم تنته تتبعها ملاحقات
اقول هذه الكلمات


إلى من أرتهن السيادة و شكك في الاستقلال
اقول هذه الكلمات
إلى من فصل دستورا بمقاس الغنيمة و مزق به أواصر الدولة و عطل القرار
اقول هذه الكلمات
إلى من شتٌت البرلمان و فتٌت البلديات و جعل المبدأ تقاسما و محاصصات
اقول هذه الكلمات


إلى من اغرق الدولة بالانتدابات و التعويضات و اعتمد الولاءات مكان الكفاءات
اقول هذه الكلمات
إلى من ركٌب الملفات و ساوم و ابتز و اعطى التعليمات
اقول هذه الكلمات
إلى من حل حزب الدستور و بعثر أنصاره و أفتك ممتلكاته و عبث بالارشيف و شوه التاريخ
اقول هذه الكلمات
إلى من فقٌر الغني و سحق الفقير و اذل الدينار و اشعل الأسعار
اقول هذه الكلمات



إلى من يقترض ديونا ليسسد ديون و يترك لأبنائه ديونا تكبل مستقبلهم ظلما
اقول هذه الكلمات
إلى من زرع الإرهاب فينا و لغٌم جبالنا و هاتف الاجانب ب " الثريٌا " للغدر بابطالنا
اقول هذه الكلمات
إلى من استنسخ أرشيف دولتنا و مزق و أخفى و فبرك و باع
اقول هذه الكلمات
إلى من لطخ جوازات سفرنا و كبٌل تنقلاتنا بالتأشيرات و طوابير التفتيش
اقول هذه الكلمات
إلى من ضرب المؤسسة الاقتصادية و اوقف الإنتاج و هجٌر راس المال
اقول هذه الكلمات
إلى من تربع على ارائك السفارات و استجدى و استقوى و باع الذمة و خان
اقول هذه الكلمات
مات النظام القديم و لم يخلفه اليوم اي نظام 
طويت صفحات المجد و لم تعوضها أية صفحات 
غابت تونس التي نعرفها و ظهرت وجوه جديدة و كلمات لا تصلح ان تكون كلمات 
تغيرت اسماء الشوارع و تغيرت المرجعيات و ضاعت منا كل العلامات
غابت الابتسامة و بهتت الوجوه و ولٌى الامل في كل المجالات


لم نقدر على تجاوز الحقد لما كان ممكنا و لم نقدر على نسيان الماضي لما كان سهلا فها نحن اصبحنا حبيسي التراكمات 
كنا في بحر الامان لا عواصف و لا أمواج قاتلة و اليوم تعصف بنا الرياح من كل الجهات 
قلنا الفساد انهكنا و أعلنا الشفافية ، فلا الشفافية انتصبت و ازداد الفساد بألف فساد 
كان لنا زعيم واحد فانزعجنا من زعامته و اليوم نعيش غياب الرجال و تضخم الزعامات 
كانت لنا دولة ازعجتنا سلطتها و اليوم لا دولة لنا و لا سلطات 
التاريخ لن يرحمنا ما لم نعي نزيف الوطن اليوم و لم نتعظ من الماضي و ما فيه من هفوات و من نجاحات

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال