الصادق شعبان : الدولة تتفتت .. ولم يبق إلا أخذ الأمور بقوة...

نشر استاذ القانون والوزير الأسبق الصادق شعبان، اليوم الخميس غرة جويلية 2021 , النص التالي على صفحته في الفيسبوك:



"   نندد ... و نندد... و بعد ؟ حادثة الأمس يجب ان تنبه للخطر... فالعنف يولد العنف ... و الانفلات ممكن ... صفع عبير موسي و لكمها على المباشر و الكلام البذىء الذى هيأ للعنف و واكب العنف... الحدث كان على مرآى و مسمع كل التونسيين و كل العالم ... الصفعات و اللكمات هي لكل الدساترة و لكل الوطنيين و لكل الديمقراطيين ...و لا يمكن لأي منهم الا يحس انه صُفِع و لُكِم كما صفعت و لكمت عبير ... مكتب البرلمان " يندد " .. في حين ان الجريمة متلبسة ...حصلت في البرلمان على المباشر ... الحكومة " تندد " في حين ان الجريمة متلبسة ... نقلها الإعلام مباشرة ... رؤساء الاحزاب هاتفوا مسؤولي الإعلام للتعجيل بإصدار بيانات " تنديد " ... النقابات " تندد " هي أيضا ... فالسياسة أصبحت الركح الضروري للظهور ... الجمعيات " تندد " و من لم " يندد" بعد سوف " يندد " لاحقا ... و لما لا ... ما هي الكلفة ... قريبا الاتحاد العالي للبرلمانات سوف "يندد " ... بعض هيئات الاتحاد الأوربي سوف " تندد "... و حوانيت الأمم المتحدة البالية سوف " تندد " ... منافقو حقوق الإنسان كلهم سوف " ينددون " قطر سوف " تندد " هي الأخرى ! دول المنطقة سوف تصطف ... الدول الكبرى سوف تعطينا الدروس ... فنحن في مخابر التجارب و صرفوا أموالا لأناس متذييلين ... قرأت اخيرا عن احد كبار خبراء الحروب من الكلية الحربية الأمريكية ان الجيل الرابع من الحروب غير مكلف... حيث يستخدم فيه الخونة من الداخل و يمكن الحصول على المنافع من خلال زعزعة الاستقرار... التونسيون في حيرة... من زمان الان ... المصيبة تلو المصيبة... الوباء المتفشي و الموت في كل مكان .. الارتباك ... الإفلاس ... التسول المنظم ... شراء التركات ... و اليأس الخطير بدأ يسري عند من يجب ألا ييأس من الوطنيين .... شرك دستوري كبير اوقعونا فيه منذ 2014 ... و وقعوا معنا... وَهْم ديمقراطي قدّموه كطعم للاصطياد ... هم يلتقطوننا كما تلتقط الحيتان ... القرش يمزق الشباك و السمك الوديع يؤكل او يباع... لكن ارجلهم وقعت في الشرك هم أيضا... و من يحفر جبا لاخيه يقع فيه ... الوضع لا يتعفن فقط ... الوضع تعفن و انتهى ... الروائح لم تعد تطاق... أطوار العنف توغلنا فيها ... من الفضاءات العامة إلى فضاءات السيادة ... من فوضى الادارات و الشركات إلى فوضى البرلمان... من الكلام البذيء إلى الصفع و الركل ... داخل البرلمان ... الإعلام ينقل و ينقل ... حصل هو في الشرك أيضا... أصبح يبحث عن الاثارة و كانه يعيش من المستنقعات ... فضائيات و فيسبوكيات.. قنوات تونسية و قنوات أخرى أجنبية تلك التي تحبنا جدا جدا ... انه مسلسل دون سيناريو مسبق ... كل يوم و نصيبه من الأحداث... و قد لا ينتهي المسلسل الا بانتهاء الممثلين... انتظروا قريبا جدا ... على الشاشة .. و في صفحات الفيسبوك ... سوف ينزل العنف السياسي الى الشارع... أضعنا وقت التصحيح الحقيقي و مشينا نحو الغنيمية... أضعنا وقت الحوار الجدي و مشينا في المساومة و كسب المواقع من خلال الحوار ... ما بقي للوطن إلا أخذ الأمور بقوة... لكن من يمكنه اخذ الأمور بقوة اليوم ؟؟ يئست من التوجه إلى رئيس الدولة... أثق في نزاهته و وطنيته ...لكن هذا لا يكفي ... له مسؤوليات دستورية عليه أخذها ... كما لا أعتقد في سلامة مساره للتصحيح... التوجه الدونكيشوتي غير ممكن ... الكل فاسد هذا غير صحيح ... منهج بورقيبة القائم على الواقعية و المرحلية هو الذي يجب أن يتبع ... و الدوام ينقب الرخام ... السياسة إسمها على جسمها كما يقال، تدبير و لطف ... واقعية و مرحلية ... مجلس الأمن القومي يبقى عندي هو الحل ... مجلس موسع، و مرتب ، لا يقصي و لا يميّع ... هل يهتدي رئيس الجمهورية الى هذا و يرتب لإنقاذ الوطن !!! هناك من انتقدني من الاحزاب معتبرا ان هذا المسار يقصيه من التاثير ! اقول انه مخطىء و عليه اخذ البعض مما تبقى افضل من ان يخسر الكل ... لا إقصاء لاي طرف ... لا تحامل ... لكن يجب اخذ الأمور بصرامة : فمصلحة الوطن لا تفوقها مصلحة و قوة الدولة لا تعلوها قوة... خطة مرتبة ... تتضمن فيما تتضمن : - حكومة مصغرة للانتقال... - و حل مجلس النواب... - و استفتاء للعودة للنظام الرئاسي و للخروج من التمثيلية النسبية ... - و انتخابات جديدة على قواعد جديدة ... دون هذا ... سوف نبقى في دوامة سلبية... الوضع يزداد سوءا... مرض و جوع و فوضى و دماء ... الدولة الان متلاشية ... مسك الدولة من جديد ضرورة ... و ليس ثمة غير مجلس الأمن القومي لمسك الدولة ... التنديد لا يغني من جوع... العنف مهيؤ للإزدياد و للانتشار ... و الخوف هو النزول الى الشارع ... ليس لي من دافع فيما اقول سوى حب هذا الوطن ... ما أعطانا اكثر بكثير مما اعطيناه... و نشأنا على مبدأ حبه و حمايته.. النسور الكبرى و أشباه النسور الصغرى ما زالت تتصيد كل جريح ...

إرسال تعليق

أحدث أقدم