المعز ‏الحاج ‏منصور ‏لعبد اللطيف ‏العلوي ‏:أنصحك أن تستقيل من السياسة. ‏.كيف يكون هذا القلم المبدع.. تابعا لمغرور ، تافه فكريا، مثل سيف مخلوف.. ؟

النص.. ونقد النص/
كيف نقرأ رسالة عبد اللطيف العلوي المهزوم سياسيا.. الى قيس سعيد المنتصر سياسيا.. ؟

نشر النائب المجمد نصا جديرا بالقراءة.. نصا يحاور هو فيه رئيس الدولة قيس سعيد...

أنا.. لم أقابل في حياتي عبد اللطيف العلوي... وأختلف معه ومع حزبه عميقا.. عميقا.. 
 وأرى ان ائتلاف الكرامة وما كان يأتيه سيف مخلوف وآخرين، من خبط عشواء، واستعلاء، واستكبار، وغرور، واستفزاز، وقلة أدب أحيانا كثيرة..
فضلا عن غباء سياسي في تحليل الواقع، وعجز عن فهم موازين القوى، وغياب كلي للرؤية العقلانية. 
كل ذلك كان أحد أسباب انتفاضة الناس يوم 25 جويلية 2021... وكانت الاحتجاجات هادرة ضد منظومة سياسية حاكمة وظالمة..

كان ائتلاف الكرامة جزءا من تلك المنظومة المأزومة والفاشلة... وسببا من أسباب الانهيار الشامل لما تبقى من الاسلام السياسي..

كان هو حزبا خاضعا بالكلية لحركة النهضة...
بل هي الوجه.. وهو القفا..

الغريب ان جماعة الائتلاف لم توجه نقدا لهزيمتها يوم 25 جويلية.. وغياب النقد سببه العمى الايديولوجي..
 انهم يكتفون بتوصيف كل ما جرى.. بانه انقلاب.. وكفى..

لم ينقدوا سياساتهم ولا افكارهم الاستئصالية، التي تنفي الآخر تماما مثل خصومهم، وتزعم انها تمتلك الحقيقة السياسية المطلقة.. 

 كنت أنا، أتابع ما يكتبه عبد اللطيف العلوي.. وما يتلفظه..
وكنت أعجب منه...
انه رجل مثقف، يمتلك قدرة عالية على المحاورة والكتابة..
 لكنه لم يتخلص بعد من قيود الايديولوجيا...
اذ بقي حبيس فكر منغلق على ذاته، لا يرى حقيقة العالم الا من خلال ذلك الفكر.
وهي أزمة أغلب الطبقة السياسية التي تتحول الايديولوجيا داخلها الى حقيقة سامية.. تنفي كل مخالف لها.. 
وبعيدا عن المواقف الذاتية.. وبعيدا عن عمى الايديولوجيا، والفكر الاستئصالي... والتزاما بالموضوعية في التحليل والفهم..

فاننا نرصد رسالته الى الرئيس.. انه نص يفيض عاطفة.. تغلب عليها مشاعر المرارة والخيبة..
 يخاطب فيه ضمير "الأنا" المتكلم الملتاع.. يخاطب ضمير المخاطب في الرئيس "أنت".. يخاطبه في "أفق الانتظار" .. حيث "خيبة الانتظار" .. 

إنه يلوم الرئيس.. في ندم ومرارة..
انه يفتش عن كتبه الضائعة التي أهداها..كتب تمتلئ بالرمز... هي كتب اغتالتها السياسة.. 
لكن كاتب النص... لم يوجه نقدا لذاته هو .. ولا نقدا لحزبه ائتلاف الكرامة..
عبد اللطيف العلوي.. أنصحك أنا..  أن تستقيل من السياسة.. وان تنصرف الى الكتابة.. هذا خير لقلمك..
كيف يكون هذا القلم المبدع.. تابعا لمغرور ، تافه فكريا، مثل سيف مخلوف.. ؟
كيف يكون الكاتب المبدع عبد اللطيف العلوي، تابعا لحماقات راشد الغنوشي، وسيد الفرجاني، ونور الدين البحيري، وامينة الزغلامي.؟ 

عبد الطيف العلوي.. تحرر من عمى السياسة.. وفجورها.. 

 ننقل رسالة عبد اللطيف العلوي، نقلا أمينا :
"... من النّائب المجمّد الفقير إلى ربّه تعالى عبد اللطيف العلوي إلى فخامة الرّئيس، ملك ملوك الإنس والجانّ قيس سعيّد: 
تحيّة وبعد...
أعد إليّ كتبي الّتي أهديتك إيّاها سيّدي الرّئيس!
أعرف أنّ الأمر قد يبدو لك مضحكا للغاية، وقد تراه ضربا من الوقاحة أو المزاح الثّقيل، ولكنّي جادّ تمام الجدّ ولست أمزح سيّدي الرّئيس: أعد إليّ كتبي!
عندما يهديك الشّاعر كتبه فقد أهداك قلبه، وأنا أريد أن أسترجع قلبي، فليس أوجع للمرء من أن يضع عصارة روحه وفكره وحياته بين يدي من لا يقدّرها ولا يحترمها ولا يستحقّها.
أهديتك ثلاثة دواوين شعر (خيبات طفل عظيم، عادات سيف الدّولة، طوق الهلاك) وأهديتك ثلاث روايات (الثقب الأسود، أسوار الجنّة، بيض الأفعى).
أهديتك أحلامي وأحزاني وإيماني بقدر الحرّيّة في هذه البلاد، أهديتك أملي وألمي، وشددت على يديك بيديّ يوم التقيتك، لم تكن مجرّد كلمات، كلّ حرف فيها انتزعته بلحمه ودمه من شغاف الرّوح، ودفعت ثمنه خوفا وصبرا وجوعا ووجعا، واليوم أريد أن أستردّ قصائدي، لا أريدها أن تبقى سجينة في قصرك بعد اليوم، مثل هذا الوطن!
أعرف أنّك سوف تضحك كثيرا وتقول: يا لهذا الدّعيّ المغرور؟! من يظنّ نفسه هذا الكويتب التّافه كي يطلب أمرا كهذا؟!
نعم، أنا شاعر تافه وصغير في أزقّة دولتكم يا سيادة الرّئيس، لا يعرفني اتّحاد الكتّاب الّذي بارك انقلابكم على الدّستور ولا يعترف بي، أنا شاعر فقير وضئيل، مثل جنديّ صغير بقي في الخندق وحيدا ليدافع عن سماء لن يطير إليها و بلاد لن تراه، ولن تخلّد اسمه في أخبار عظمائها، جنديّ بلا رُتَبٍ وبلا نياشين وبلا سجائر وبلا خبز وبلا ماء وبلا صور للحبيبة وبلا رسائل حبّ يائس تأتيه من خلف الضّباب والدّخان، ومع ذلك، ولأجل ذلك... أنا أملك ما لا يوجد في خزائن الأرض كلّها : احترامي لنفسي ونظرة الفخر في عيون بناتي.
أعد إليّ كتبي سيّدي الرّئيس! ولا تقل لي إنّك لا تعرف عنوان بيتي، فإنّ حرّاسك قد سبق لهم أن شرّفونا بالزّيارة في غيابي وروّعوا بناتي وزهراتي وقططي الصّغيرة، وفتّشوا البيت ركنا ركنا بحثا عن فكرة ممنوعة أو دمعة حبّ لهذا الوطن أو شظيّة منسيّة من حلم قديم! 
كان يمكن، لو سألتموني، أن أعترف لكم يجرائمي كلّها بكلّ بساطة و هدوء ووضوح:
جرائمي التي تبحثون عنها موجودة في قصركم، في كتبي الّتي أهديتكم إيّاها... في سنوات الجوع و الخوف والحزن والأحلام المخنوقة، في مواويل أمّي وحكايات جدّتي الّتي عشت أهرّبها تحت جلدي كالحشيش، في مأساة خالد الشرفي وفدوى العمدوني وعامر الصّالحي الّذي لم تترك له دولتكم سوى أن ينتحر كي لا يموت! 
أعد إليّ كتبي سيّدي الرّئيس، وصوتي الّذي منحتك إيّاه، أعد إليّ صراخي وهتافي ودعواتي وصلاتي ودموعي أمام بناتي ليلة انتخابك، وأعدك ... أعدك بأنّني لن أزعجك بعدها أبدا... "
نص منقول من صفحة
عبد اللطيف العلوي

المعز الحاج منصور
ناشط سياسي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال