وزير ‏سابق ‏لرئيس الجمهورية: "سيدي الرئيس.. أخي و صديقي ... تونس أمانة... و العبىء ثقيل" .. ‏

نشر الوزير الأسبق وأستاذ القانون الصادق شعبان،  اليوم 9 أكتوبر 2021, على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك النص التالي:

"السيد الرئيس 

رجاء ... دولة كاملة بين يديك ... مصير شعب كامل ... 

كل الرؤساء في كل الديمقراطيات يدرسون كل كلمة و يستشيرون عند كل قرار... 

كلما ارتفع الإنسان في المقام كلما عظمت امامه المسؤولية ... أصبح يمثل دولة لها اسم  و يتكفل بمصير شعب يريد دائما المزيد و الأفضل ... 


أضحى المسؤول مسؤولا فعلا و أصبح الحر الطليق مقيدا ... لم  يعد من حقه ان يلبس ما يريد ...  و لا ان يذهب أينما  يريد ... و لا آن يلتقي بمن يريد ... و لا ان يقول ما يريد ... و لا ان يقرر ما يريد ... 

السيد الرئيس ... رجاء ... 

تونس في وضع لا يتحمل اي عبء اخر ... لا داخلي و لا دولي ... بل بالعكس تونس تحتاح إلى من يساعدها من الداخل و نحن مستعدون ... و إلى من يساعدها من الخارج و كثيرون مستعدون ... 

حطموها في عشر سنوات ...  أضاعوا أطفالها في عشر سنوات ...  شردوا قياداتها السياسية و الادارية في عشر سنوات ... كفى هذا ... 

تونس كانت تسير في أفضل طريق ... الاخطاء التي حصلت كانت أخطاء أفراد اما أخطاء العقد الأسود فكانت أخطاء نظام ... ارجع إلى تونس كيف كانت ... و اتبع تقاليد الدولة الوطنية التي تميزت في العالم و حصلت على أعلى المراتب و كانت تتشرف ان تكون التلميذ النجيب ... لان تونس كانت ذلك التلميذ الذي لا يفتخر بثروة ابيه فليس لابيه ثروة و انما يفتخر بنجاحه الشخصي .. و كان يترقب في كل امتحان ثلاثي الكلام الجميل الذي يطمئنه و يحثه على مواصلة النجاح  ... 

وكالات الترقيم لم تكن ابدا ضد تونس ... و لا الصناديق المالية ... و لا دافوس.. و لا كبار المستثمرين ... هؤلاء شركاء لنا جميعا ... كل كلمة طيبة منهم تساوى المليارات ... و كل كلمة سيئة منهم تكلفنا المليارات ... راجع ثمن الاقتراض على مدى التاريخ و سوف تعرف أهمية الترقيم و الترتيب ...

الأعداء كنا نعرفهم ... رفعوا شعارات و ارتبطوا بمرتزقة و ما زالوا إلى اليوم يتحكمون و يتدخلون و ينتشرون في المحاكم باسم الديمقراطية الكاذبة و الحرية الكاذبة و العدالة الكاذبة .. 

بورقيبة و بن على كانوا  يستشيرون و يستمعون ... يعرفون ان قوة تونس هي في علاقاتها و في صداقاتها ... راس مال تونس قليل لكنه صعب امتلاكه ... فهو السمعة و حسن القيادة ...  

بورقيبة و بن علي ... اكتفي بهؤلاء لأني لم ار من يستحق هذه الصفة بعدهم ...و الأمل فيك ... قلت بورقيبة و بن علي  يميزون فعلا بين الصديق و بين العدو ...  بين المواقف التي تظهر السيادة و بين المواقف التي تخلّف الذل ... 

انت لا ينقصك شيء عنهم ... نظافة يدك و صدق وطنيتك تؤهلك للسير في الطريق الحسن ... 

نحن الان في منتصف الطريق... العودة قاتلة و الوقوف فتّاك ... 

كل التونسيين يريدون الوضوح ...كل العالم ينتظر الوضوح ... هم شركاء و الشريك يريد ان يتعرف على شريكه و ان يطمئن إليه.. لا سير بدون نور ... لا سير بدون معالم على الطريق... 

تسيير دولة أمر معقد ... و حمل ثقيل ... و كل خطأ في هذه المرحلة يكلفنا الكثير ... لا المال فقط ... انما الأمن و الاستقرار الذين هما أثمن مكسب مكننا من بناء المجتمع و بناء الاقتصاد على مدى خمسين سنة ... 

"الشعب يريد" ...  نعم الشعب يريد  ... لا يمكنه إلا أن يريد... و يريد الكثير.. يريد الكل ... لكن الشعب لا يحقق شيئا ما لم تكن له قيادة تعرف كيف تحقق له ما يريد... و هنا المشكلة، و هذا هو لبّ السياسة ... كيف نرتب الأولويات و كيف نوفر التمويل ... كيف نختار بين زخم الطلبات و كيف نحسن ادارة المتناقضات ... انه علم كامل... هياكل و إجراءات... مجالس و إدارات و احزاب و منظمات و لوبيات ... و انت خير العارفين ... من easton إلى powell إلى dahl ...


"سيدي الرئيس.. اخي و صديقي ... تونس أمانة... و العبء ثقيل ... و كما تقول انت : التاريخ يسجل ... 

أ.د الصادق شعبان

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال