في مثل هذا اليوم، الثامن من شهر ذي الحجة، يستحضر المسلمون عبق الماضي الإيماني، حين كان الحُجّاج يرتوون من ماء مكة ويستعدّون للانطلاق إلى مِنى، محطّتهم الأولى في طريق الحج. سُمِّي هذا اليوم بـ "يوم التروية" لأن الناس كانوا يتروّون بالماء، يملأون قربهم وأسقيتهم استعدادًا لأيام الحج التالية، التي تخلو من موارد الماء في الصحراء.
لكن التروية في معناها الأسمى، لم تكن فقط ارتواء الأجساد… بل كانت ارتواء القلوب.
قُلوبٌ تتجه إلى الله، تحمل معها الشوق، والخضوع، والتوبة، والرجاء.
قُلوبٌ ترتوي إيمانًا، وتتشبث برحمة من لا يُخيّب من دعاه، ولا يردُّ من رجاه.
في يوم التروية، نناجي الله بقلوب عطشى:
"اللهم اروِ قلوبنا بالإيمان، واملأ أرواحنا يقينًا بك، وأمطر علينا من فيض رحمتك ما يغسل أوجاعنا، ويُبدّد همومنا، ويشرح صدورنا بنور رضاك."
اللهم كما ارتوى الحُجّاج ماءً وزادًا، فامددنا بروحٍ من عندك، وسكينة تطمئن بها نفوسنا، واملأ قبور موتانا رحمةً وغفرانًا، وارزقنا حجًّا مقبولًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا.
Tags
منوعات