البحر الأبيض المتوسط يسجل حرارة غير مسبوقة: تحذيرات مناخية ومخاطر متصاعدة خلال الصيف
سجّل البحر الأبيض المتوسط خلال الأيام الأخيرة ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث تجاوزت المعدلات العادية بفارق يصل إلى 5 درجات مئوية، وهو ما وصفه المهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي محرز الغنوشي بـ"الإنذار المناخي الخطير".
هذا الارتفاع الملحوظ قد يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات السلبية، سواء على مستوى المناخ أو على النظام البيئي والاقتصاد المحلي لدول حوض المتوسط، بما في ذلك تونس.
🌡️ ارتفاع حرارة البحر: تداعيات مناخية وبيئية مقلقة
أوضح الغنوشي في تدوينة نشرها يوم الخميس أن هذا الاحترار البحري من شأنه أن:
يؤدي إلى تفاقم موجات الحر والاضطرابات الجوية في المنطقة.
يساهم في تسريع ذوبان الجليد القطبي، ما يعزز من اختلال التوازن المناخي عالميًا.
يغير من نمط هطول الأمطار، مما يؤثر على الزراعة والمياه الجوفية.
يهدد التنوع البيولوجي البحري عبر تدهور الشعب المرجانية، نفوق الأسماك، وظهور أنواع دخيلة.
يؤثر على نقاء المياه ومواطن التكاثر البحري.
يشكل خطرًا مباشرًا على قطاعي الصيد البحري والسياحة الساحلية، ويزيد من تآكل البنية التحتية.
يرفع من احتمالات ظهور أمراض منقولة عبر المياه أو البعوض.
يسبب ضغوطًا اقتصادية وبيئية قد تؤدي إلى نزوح مناخي مستقبلي.
كل هذه التحديات تستوجب، وفق الغنوشي، استجابة محلية وإقليمية عاجلة عبر خطط رصد، وتوعية، وتعاون بيئي وتنموي.
--حقيقة ما يُتداول حول تسونامي وزلازل البحر المتوسط
في ظل هذا الاحترار البحري، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إشاعات كثيرة تتحدث عن مخاطر تسونامي، زلازل، وبراكين في البحر المتوسط، إلى جانب الحديث عن تيارات بحرية ساحبة قاتلة.
هل فعلاً هناك خطر وشيك في البحر المتوسط؟
وفق الخبراء، فإن ظاهرة التيارات الساحبة ليست جديدة، بل تنشط في ظروف معينة مثل ارتفاع سرعة الرياح والأمواج، خاصة:
*على السواحل الرملية والصخرية.
*على شواطئ ولاية نابل (مثل قليبية والهوارية).
*على سواحل ولاية بنزرت، بسبب قربها من مضيق تونس - صقلية.
أما بخصوص موجات التسونامي، فهي:
*ظواهر نادرة جدًا في البحر المتوسط.
*عادة ما تكون غير مدمرة، مثل ما حدث سنة 2003 بعد زلزال بومرداس في الجزائر.
*آخر تسونامي كبير في المنطقة يعود إلى سنة 365 ميلادي.
الخلاصة: لا وجود لخطر وشيك حاليًا. كثير من الفيديوهات المنتشرة مفبركة أو قديمة، وبعضها مستخرج عبر الذكاء الاصطناعي. السباحة آمنة مع الالتزام بإرشادات الحماية المدنية.
- ارتفاع عدد الغرقى في صيف 2024: الأسباب والعوامل
رغم أن الغرق يُسجَّل سنويًا، إلا أن صيف 2024 شهد ارتفاعًا طفيفًا في عدد الوفيات:
سنة 2023: تم تسجيل 52 حالة غرق بين شهري جوان وجويلية.
سنة 2024: بلغ عدد الوفيات 69 بين 1 جوان و14 أوت.
الأسباب الرئيسية حسب الحماية المدنية:
*السباحة دون إتقان.
*غياب رقابة على الأطفال.
*السباحة في مناطق غير محروسة أو خطيرة.
انتشار ثقافة المغامرة بزيارة شواطئ بعيدة ومعزولة تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعقّد عمليات الإنقاذ.
- الاحترار وتأثيره على خريف 2024
رغم أن ارتفاع حرارة البحر قد يؤثر على المناخ، يؤكد خبراء الرصد الجوي أن:
تأثيرات الاحترار البحري لن تظهر حاليًا خلال الصيف.
من الممكن أن تتضح في الخريف، شريطة نزول منخفضات جوية قوية.
في المقابل، سنوات مثل 2021، 2022، و2023، شهدت صيفًا حارًا وخريفًا جافًا، بسبب غياب المنخفضات.
خاتمة: البحر المتوسط بخير ولكن الحذر واجب
في ظل التغيرات المناخية، تبقى السلامة البحرية مسؤولية جماعية، ترتكز على وعي المواطنين والتزامهم بالإرشادات. البحر الأبيض المتوسط ليس في خطر داهم، لكن تأثيرات الاحترار المناخي حقيقية وتتطلب الاستعداد والتخطيط.
المصادر الرسمية تؤكد: البحر المتوسط آمن... والاحتياط لا يمنع من الاستمتاع بالصيف.
Tags
أحوال الطقس