تحذير من "أمر غير طبيعي" في البحر المتوسط
في الفيديو الذي نشره عبر حسابه على منصة "تيك توك"، قال القبطان نور:"هناك شيء غير طبيعي يحدث في البحر، حركة الأمواج غير مفهومة وتردداتها غريبة، ومصدرها غير معروف… هذا ليس طبيعيًا، بل بفعل فاعل بنسبة 100%".
وأوضح القبطان أن هذه الظواهر قد تشير إلى نشاط ضخم مخفي، مرجّحًا فرضيات مثل نشاط زلزالي، أو انفجار بركاني في الأعماق، أو تجارب بحرية سرية، وأضاف:"الترددات ظهرت ليلاً، وهذا توقيت غير معتاد لمثل هذه التحركات، والتغيرات المناخية الحالية لا تبرّرها".
ردود علمية تُفنّد "السيناريوهات المخيفة"
في المقابل، ردّت جهات علمية وخبراء مختصون على هذه التصريحات المثيرة للقلق.
وأكد الدكتور عمرو زكريا حمودة، رئيس مركز الحد من المخاطر التابع للمعهد القومي، أن ما تحدّث عنه القبطان نور يفتقر لأي دليل علمي، مشيرًا إلى أن ما تم رصده عبارة عن تيارات بحرية طبيعية، ناتجة عن الضغط الجوي الموسمي وارتفاع درجات الحرارة.
تفسير جيولوجي يدعو للحذر
من جهته، قدّم الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود المقيم في ماليزيا، تفسيرًا جيولوجيًا مختلفًا، حيث أشار إلى إمكانية وجود نشاط داخلي في القشرة الأرضية أسفل البحر المتوسط.
وأوضح الدكتور حافظ أن السبب المحتمل لارتفاع حرارة سطح البحر يعود إلى صعود الماجما (الصخور المنصهرة) من الأعماق باتجاه الطبقات العليا تحت البراكين الإيطالية واليونانية، مضيفًا أن ظهور الحيتان بكثرة أو اقترابها من الشواطئ قد يكون مؤشرًا مبكرًا على نشاط بركاني محتمل.
ما بين الخطر والاستقرار.. ترقب في الأفق
رغم هذا السيناريو المقلق، لم يستبعد الدكتور محمد حافظ إمكانية أن تعود الأمور إلى الاستقرار، في حال تم تصريف الصهارة وتوزيعها تحت القشرة الأرضية، ما قد يؤدي إلى فترة من خمود النشاط البركاني.
وتُشير البيانات الجيولوجية إلى أن الماجما هي مادة طبيعية منصهرة تتكون تحت سطح الأرض، وعند اندفاعها إلى الأعلى، قد تتسبب في انفجارات بركانية تهدد البيئة والملاحة البحرية.
البحر المتوسط تحت المراقبة
وفي انتظار تأكيدات أو نفي من الجهات الرسمية المختصة، يبقى البحر المتوسط تحت المراقبة الدقيقة من قبل مراكز الرصد والزلازل، وسط مخاوف من أي طارئ جيولوجي قد يُحدث تغييرات مفاجئة في المنطقة.
ويواصل موقع "MOSAIQUENEWS.COM" متابعته الحثيثة لهذه التطورات، في إطار تغطية علمية وموضوعية دقيقة توازن بين التحذيرات والحقائق، حرصًا على المعلومة الصحيحة والتوعية المجتمعية.