قضية محمد جهاد المجدوب: طالب طب يُدان بـ10 سنوات سجن بعد رحلة تجوال... والجدل يتصاعد

 قضية محمد جهاد المجدوب: طالب طب يُدان بـ10 سنوات سجن بعد رحلة تجوال... والجدل يتصاعد

🔹 من طالب متفوق إلى متهم بالإرهاب

أثارت قضية الطالب محمد جهاد المجدوب، البالغ من العمر 24 سنة، جدلاً واسعاً في تونس بعد صدور حكم قضائي يقضي بسجنه عشر سنوات بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي والتحضير لجريمة قتل.

المجدوب، وهو طالب في السنة الثالثة بكلية الطب بصفاقس وأصيل مدينة سوسة، خرج في رحلة تجوال ربيعية سنة 2025 كعادته لاكتشاف ربوع البلاد، قبل أن تتحوّل رحلته الأخيرة إلى كابوس قضائي.

🔹 بداية القصة: رحلة إلى القصرين انتهت في السجن

وفق رواية محاميته نادية الشواشي، فقد تنقّل محمد جهاد إلى ولاية القصرين أواخر شهر ماي 2025، واختار المبيت في مقهى مجاور لمركز أمن «بحثاً عن الأمان»، حسب قولها.
غير أنّ وجوده في الجهة أثار ريبة أعوان الأمن، ليتم تفتيشه والعثور بحوزته على قميص صلاة ونسخة صغيرة من القرآن الكريم، وهي أشياء عادية لكنّها كانت الشرارة الأولى لسلسلة إجراءات انتهت بسرعة لافتة بمحاكمة عن بعد وإصدار الحكم القاسي يوم 20 ماي 2025.

🔹 أدلة محل جدل

يؤكد محامو الدفاع أنّه لم يُعثر في هاتف الطالب على أي محتوى متطرف أو تواصل مع جهات مشبوهة، وأنّ السلطات حين فتشت مسكنه في صفاقس لم تجد سوى سترة رياضية من نوع “ديكاتلون” تُستعمل في التدريب، لكنها اعتُبرت «قرينة إضافية» على إمكانية تلقي تدريبات.

وبحسب الدفاع، فإنّ الأسئلة التي طُرحت خلال التحقيق — «لماذا ذهبت إلى القصرين؟ ولماذا تحمل قميص صلاة؟» — تطرح علامات استفهام حول مدى منطقية الاتهام، معتبرين أنّ «النية في التجوال والتدين البسيط لا يمكن أن تكون دليلاً على التطرّف».

🔹 العائلة: "ابننا مظلوم ويواصل دراسته من داخل السجن"

تؤكد عائلة محمد جهاد أنّ ابنها طالب متفوّق وهادئ، يحبّ الطبيعة والتخييم، ويواصل دراسته من داخل السجن.
وقد نشر أحد أصدقائه في 7 أكتوبر 2025 مقطع فيديو يطالب فيه بإعادة النظر في الملف، مؤكداً أنّ «الأدلة خفيفة، والاتهامات ثقيلة».

أما والده مراد المجدوب، فنشر يوم 9 أكتوبر 2025 تدوينة مؤلمة على فيسبوك قال فيها إنّ ابنه «محروم من الزيارة والقفة، ومعزول في زنزانة انفرادية»، مشيراً إلى أنّه دخل في حالة عصيان داخل السجن بعد أسابيع من الانقطاع عن عائلته.

🔹 "إعدام بالتقسيط" وصوت استغاثة

كتب الأب في تدوينته: “بعد أكثر من 3 أسابيع لم نقابل فيها جهاد، علمنا من إدارة سجن المرناقية أنه تم حرمانه مجدداً من القفة والزيارة وعزله في زنزانة انفرادية… قد يموت جهاد داخل تلك الزنزانة قبل أن يقرأ ما كتب أبوه وهو يستصرخ القضاة والجمعيات الحقوقية لإنقاذه.”

وأضاف: “هل عجزت هذه الدولة أن تكون أكثر إنسانية فتعدمه دفعة واحدة؟”

كلمات مؤلمة تعبّر عن احتقان أسري وحقوقي متصاعد، في انتظار ردّ رسمي من الجهات القضائية والحقوقية حول وضع الطالب.

 مطالب بإعادة النظر في الملف

القضية أصبحت الآن قضية رأي عام، إذ تطالب منظمات حقوقية وطلبة جامعيون بفتح تحقيق مستقل حول ظروف الإيقاف والمحاكمة، ومراجعة الأدلة التي وُصفت بـ«الواهية».
ويرى ناشطون أن الملف يكشف عن إشكالية التوازن بين مكافحة الإرهاب وضمان العدالة الفردية، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتطبيق مبدأ «الشك يُفسَّر لفائدة المتهم».

أحدث أقدم

نموذج الاتصال