عبد العزيز قاسم يكتب إلى هشام المشيشي :أنت راحل لا محالة… فلماذا تستند على كتف غدر بكل من اتكأ عليه. ‏

بقلم الشاعر و الاعلامي عبد العزيز قاسم الي رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي:


"لقد سبق أن كتبت إليك رسالتين إحداهما بالعربية تتعلق بالسياسة الثقافية والأخرى بالفرنسية في السياسة العامة، ولا أعلم مصيريهما وها أنا أكتب إليك رسالتي الثالثة، لأني رغم ما قيل وما يقال في حقك، ما زلت أعتقد أنه بإمكانك إنقاذ ما تبقى من الدولة المهترئة جراء عشر سنوات من النهب والعبث والاستهتار بالقيم المؤسسة للفكر التونسي منذ ثلاثة آلاف سنة. إنني امتنعت إلى حد الآن من الانخراط في الحملات الفيسبوكية المناهضة لك ولو بعلامة “جام” لأني أعلم كل الصعوبات التي تعترضك حيثما اتجهت. وأنا مشفق عليك حقا.


لقد ورثتَ وضعا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وفكريا لا تحسد عليه وكل المشاكل المزمنة واليومية عصية عن الحل ثم إنك وجدت نفسك بين سلفيتين متناحرتين وكان عليك أن تقود السفينة بكل ما أوتيت من صبر وحكمة إلى شاطئ بلا مرفأ. ذلك هو قدرك في هذا الظرف العقيم.


يقول منتقدوك إنك تستند إلى كتف غدر بكل من اتكأ عليه. وهو مستعد إلى المقايضة بك خاصة أن المُطالب بإزاحتك ليس له طلب آخر فما أهون على الجماعة أن يقدموك قربان توافق وقتي يحسنون أفانينه والتفافاته.

أكتب إليك عن أشياء تعرفها جيدا وهي بالنسبة إليّ  مدخل للتعبير عن شديد أسفي لما يحدث في الشارع منذ أسابيع من قمع لبعض المحتجين دون البعض الآخر وهذا ليس من شأنه توفير مناخ مصالحة مرجوة بين رجال الأمن وعشرات الآلاف من المواطنين الشباب على وجه الخصوص. ولقد بلغتْ هذه الأحداث ذروتها خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية وطالت همجيتها الاعتصام القانوني الذي يقوم به الحزب الدستوري الحر أمام بؤرة ما يسمى باتحاد علماء المسلمين.


سي هشام المشيشي، اسمح لي أن أخاطب فيك المواطن قبل المسؤول، فالمواطَنة هي الأبقى، أنا لا إخالك تجهل من هو الرئيس المؤسس لهذا الاتحاد المُفرّق ولهؤلاء الفقهاء المأجورين، إنه يوسف القرضاوي مفتي الإرهاب المطلوب للعدالة المصرية ومُصَدِّرُ الذبّاحين إلى ليبيا و سوريا والعراق. لو كفيتنا شره وشر زبانيته لكنا لك من الشاكرين.


إن أبسط الناس في تونس يعرف أن هؤلاء “العلماء” تخصصوا في بث الجهل والخرافة وفي شحن رؤوس شبابنا المغفل بحسنات الجهاد والعنف بأنواعه. إن وجود هؤلاء الرهوط عدوان على مدرسة الجمهورية وعلى الأمن والأمنيين.

لقد جاء في بلاغ الداخلية أن الأمن يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف وحتى إذا صحت هذه المزاعم فكيف يقف عاقل على نفس المسافة من حزب قانوني يعمل بشفافية ويؤمن بالدولة المدنية ومن روابط حماية الثورة السيئة الذكر والمنحلة أساسا؟

السيد رئيس الحكومة، إنك راحل لا محالة، طال الأمد أم قصر ولن يذود عنك الإخوان لأنك لست أخا لهم ولك أن تفخر بذلك.

فاجعل الناس يحتفظون منك بصورة الرجل النزيه الطيب وإنك لكذلك. اجعل من تعرفهم ومن لا تعرفهم يهرعون لتحيتك كلما رأوك مارا بالطريق.

مطلوب منك أشياء لا تعد ولا تحصى أذكر العاجل منها للتخفيف من احتقان الشارع:

1  التحقيق في العنف والتجاوزات واتخاذ الإجراءات العقابية ضد من تثبت إدانته في أحداث الاعتصام،

2 إطلاق سراح الموقوفين المشاركين في مظاهرات الغضب فمخالفاتهم لا تقارن بجرائم حراك الكامور،

3 التعجيل بإغلاق مقرات اتحاد الجهال صيانة للسيادة والأمن وخياراتنا الحضارية.

المصدر موقع الوسط نيوز 


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال