اقتصاد الريع اكبر مدمر للاقتصاد الوطني ....ازمة الحديد مثال ‏

اقتصاد الريع اكبر مدمر للاقتصاد الوطني ....ازمة الحديد مثال 

عندما ينخر الفساد المؤسسات العمومية وتفقد دورها  الوطني، وعندما يغيب دورة الدولة في  المراقبة ودفع المنافسة الشريفة تتكون وفاقات غير شريفة بين كرتالات (cartel) الريع لابتزاز الدولة ولي ذراعها وفرض الامر الواقع  وهذا ما شاهد في تونس ازمة في ازمة الحديد التي عصفت بالبلاد مؤخرا.

ازمة الحديد  لها عديد الاسباب يعود الجزء الاكبر  منها الى منظومة الريع  في هذا القطاع  طرفها الاول هو  عدد من مصانع الحديد التي تنفذت بشكل كبير بعد الثورة مستغلة تدهور وضع شركة الفولاذ، وهذه المصانع  تقودها اطراف لها قوة مالية كبيرة  وقد قام اصحابها بتكوين وفاق غير شرعي فيما بينهم  سيطروا من خلاله على السوق وخلقوا مناخ يمنع اي مستثمر جديد في الحديد من البروز  والصمود ، فتحول هذا المجال الى مجال ريعي تتحكم فيه 3 شركات تمكنت من مضاعفة ارقام معاملتها واربحها والسيطرة على السوق بشكل شبه تام بعد الثورة.

هذه الشركات  اصبحت تتحكم في الاسعار وتفرض الزيادات  بذرائع متعددة ، وفي كل تمتنع فيها وزارة التجارة عن الزيادة تقوم هذه المصانع بتجفيف الحديد من السوق ولي ذراع الدولة  وهو ما عشناه في الفترة الاخيرة حيث يتكدس الحديد في مخازن هذه الشركات وفي السوق السوداء  لكنه غير متوفر في السوق.

الطرف الثاني في الازمة هي شركة الفولاذ التي كانت في السابق تلعب دورا رئيسيا في الانتاج وتعديل السوق والمحافظة على نوع من استقرار الاسعار لكن وبعد الثورة تدهور وضع هذه الشركة  بسبب الفساد الداخلي في الشركة وسوء الادارة والتصرف ولكن ايضا  لعوامل خارجية حيث كان هناك استهداف لشركة الفولاذ بهدف فتح المجال لشركات اخرى لتحل مكانها ، وبالتالي تراجع انتاج هذه الشركة بشكل فادح واصبحت غير منتجة لأنواع عديدة من الحديد كانت في السابق رائدة في انتاجها.

وفي هذا الاطار تدعوا منظمة تونس تنتج الى اصلاحات حقيقية في مجال الحديد وغيره من المجالات ترتكز بالأساس على
- تفكيك منظومة الريع وضرب كل الوفاقات الغير شرعية التي تتشكل وفتح المجال لتكوين قطاع تنافسي مفتوح للجميع بما ينعكس ايجابيا على الاسعار والسوق.
-وضع مخطط لإنقاذ شركة الفولاذ يمكنها من استعادة دورها وفتح كل ملفات الفساد بالشركة التي ادت الى خذا الوضع 
-تشكيل لجنة من الخبراء وفتح ملف الزيادات المتعاقبة  في مادة الحديد التي تمت بعد الثورة عن طريق الضغط وسياسة تجفيف السوق.

وتؤكد منظمة تونس تنتج انها مساندة للقطاع الخاص والاستثمار الوطني  الذي يتم في اطار المنافسة الشريفة وفتح الباب للانتاج، والذي يقوم بلعب دور وطني من حيث التشغيل ودعم التنمية والمساهمة في تقليص الاسعار وفي تونس يوجد عدد كبير من الاستثمارات الخاصة الوطنية التي تساهم في لعب دور وطني،   لكنها ضد الوفاقات الريعية الغير شرعية التي لا هدف لها غير تكديس الربح حتى ولو كان على حساب المصلحة الوطنية والاقتصاد الوطني ..

المنظمة الوطنية تونس تنتج-Organization Tunisia produces

إرسال تعليق

أحدث أقدم