عاجل حالة جوية إنذارية.. إعصار متوسطي يهدد 3 دول عربية كن بينهم تونس.
يتوقع خبراء الطقس حدوث حالة جوية نادرة تبدأ من اليوم الثلاثاء، حيث ستضرب منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، تمتد من جنوب إيطاليا والسواحل المقابلة وتمتد حتى ليبيا وتونس والجزائر، عبر تطور منخفض جوي إلى ما يشبه "الإعصار المتوسطي".
وتفيد وكالة الأرصاد الجوية الأوروبية باحتمال تشكل إعصار "ميديكان"، وهو إعصار شبه استوائي في مسار تصادمي مع إيطاليا واليونان وشمال إفريقيا. فيما يتوقع المرصد التونسي للطقس والمناخ تساقط كميات كبيرة من الأمطار ما بعد 14 مايو شمال شرق وشمال غرب تونس، مستقبلا التوقعات حول الإعصار بتحفظ.
ولتوضيح التغيرات المناخية، يؤكد الخبير والاستشاري في الأرصاد الجوية الدكتور بشير عبدالله أن التوقعات الجوية لهذا الأسبوع تشير إلى "حالة من عدم الاستقرار ستضرب منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، خاصة جنوب إيطاليا والسواحل المقابلة من تونس وليبيا". وابتداءً من يوم الأربعاء، يُنتظر أن تتأثر مناطق واسعة بأمطار غزيرة ورياح قوية نتيجة عبور منخفض جوي عميق سيتمركز بين صقلية وشمال تونس، وهو ما تؤكده النماذج الجوية الأوروبية ومنصات المراقبة.
وأفاد بشير عبدالله أن الصور الجوية توضح بجلاء تطور هذا المنخفض إلى ما يشبه "الإعصار المتوسطي" أو ما يُعرف علميًا بـ"Medicane"، وهي عواصف نادرة لكنها شديدة التأثير، تتشكل فوق مياه المتوسط عندما تتوافر ظروف معينة مثل مياه دافئة، هواء بارد علوي، وضغط منخفض جداً. ويبدو أن هذه العوامل ستجتمع خلال منتصف الأسبوع، ما ينذر بظروف جوية قاسية.
وتوقع المختص في الرصد الجوي لـ"إرم نيوز" تمركز هذا المنخفض فوق خليج قابس متجهاً نحو الجنوب الإيطالي، مع رياح دائرية قوية تتجاوز 90 كم/س، وضغط جوي منخفض يصل إلى 995 هكتوباسكال. في المقابل، تُظهر خريطة أخرى الانتشار الأفقي للرياح حول مركز المنخفض، مما يعني أن تأثيره سيشمل تونس، خاصة ولايات الساحل الشرقي كصفاقس، سوسة، المهدية والمنستير، إلى جانب طرابلس غرب ليبيا.
وفيما يتعلق بالمخاطر المتوقعة، فهي تشمل بالأساس أمطار غزيرة قد تؤدي إلى سيول وفيضانات مفاجئة في بعض المناطق الحضرية والمنخفضة، إلى جانب اضطراب في الملاحة البحرية والجوية نتيجة الرياح الشديدة وارتفاع الأمواج، وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة مقارنة بالمعدلات الفصلية، خاصة في إيطاليا وتونس. ويؤكد الخبير أن "هذه الحالة الجوية تعتبر نادرة نسبيًّا بالنسبة لشهر مايو، وهي تذكير بحدة التقلبات المناخية التي يشهدها حوض المتوسط نتيجة التغيرات المناخية العالمية". ولهذا، دعا الجهات المختصة إلى إصدار تنبيهات وتحذيرات مبكرة، خاصة لسكان المناطق الساحلية، من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتفادي الخروج أو التنقل خلال فترات الذروة الجوية.
وتقاطعت هذه التوقعات مع ما ذهب إليه الخبير التونسي في مجال البيئة والمناخ حمدي حشاد، الذي دعا إلى ضرورة المتابعة الدقيقة للنشرات الجوية خلال الفترة القادمة، خصوصا أن هذا النوع من الأنظمة الجوية قد يتطور بسرعة، وقد يحمل معه تأثيرات أقوى من المتوقع.
وللإشارة، "الإعصار المتوسطي" يتشكل عادة في المناطق المدارية القريبة من خط الاستواء، لكنه نادر الحدوث في البحر المتوسط.
وفي السياق، قال الناشط المدني الليبي عبد الناصر عبد المجيد الباح إن المنطقة لم تختبر مثل هذه الأعاصير من قبل، وليس للحكومات دراية كافية بمدى خطورتها ولا كيفية التعامل الناجع معها، لكن لا يمنع من ضرورة اتخاذ كافة التدابير والحيطة، خصوصا أن إعصار ميديكان من الأعاصير الضخمة، ومن غير الواضح مدى الدمار الذي قد يخلفه على البنية التحتية. وقال لـ"إرم نيوز" إن التغير المناخي سيكون للمنطقة نصيب منه ومن الأعاصير بمختلف مستوياتها.
وضربت عاصفة شبيهة بالإعصار اليونان في سبتمبر 2023، فأطلقت الأرصاد الجوية اليونانية عليها اسم "دانيال" على أمل أن يكون خفيفا كما الأعاصير التي حملت نفس الاسم من قبل. غير أنه تحول إلى إعصار شديد، ولا سيما مع وصوله إلى ليبيا حتى صنّف واحدا من أقوى الأعاصير الممطرة وأشدها في آخر 100 عام.
وتسبب "دانيال" في فيضانات مدمرة في شرق ليبيا، خاصة مدينة درنة التي دمرت بالكامل تقريبا مع انهيار سدين، ما أفضى إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، بالإضافة إلى كثير من المفقودين.
Tags
أحوال الطقس