سحابة "فطرية" في سماء الوطن القبلي تثير الدهشة و حالة من الخوف : ما حقيقتها العلمية وخطورتها؟

سحابة "فطرية" في سماء الوطن القبلي تثير الدهشة و حالة من الخوف : ما حقيقتها العلمية وخطورتها؟

شهدت جهة الوطن القبلي، اليوم، ظاهرة جوية لافتة للأنظار تمثّلت في ظهور سحابة ضخمة ذات شكل يُشبه الفطر العملاق أو الانفجار النووي، ما أثار تساؤلات ودهشة المواطنين. 

لكن من الناحية العلمية، هذه الظاهرة ليست نادرة، بل تُعرف باسم "السحابة الركامية المزنية" أو Cumulonimbus، وهي واحدة من أقوى وأخطر أنواع السحب في الغلاف الجوي.

كيف تتكوّن هذه السحابة الركامية؟

تتشكل السحب الركامية عندما يكون الطقس حارًا مع ارتفاع في نسبة الرطوبة، وهي ظروف شائعة في فترات الصيف بتونس. في هذه الحالة، يرتفع الهواء الساخن والرطب بسرعة إلى الأعلى، ويبدأ في التبريد مع الارتفاع، ما يؤدي إلى تكاثف بخار الماء وتكوّن سحابة عمودية.

إذا كان التيار الصاعد قويًا بما فيه الكفاية، فإن السحابة تستمر في الارتفاع حتى تصل إلى طبقة الحد الفاصل في الغلاف الجوي والمعروفة باسم Tropopause، حيث تتوقف عن الصعود وتبدأ بالانتشار أفقياً. وهذا ما يفسر الشكل الشبيه بـ"السندان" أو "الفطر"، وهو مؤشر قوي على نشأة عاصفة جوية في طور التكوّن.

مخاطر محتملة رغم الجمال الظاهري

ورغم أن هذه السحب قد تبدو جميلة ومبهرة من بعيد، إلا أنها قد تحمل في طياتها ظواهر جوية عنيفة تشمل:

* أمطار رعدية غزيرة

* صواعق كهربائية

* رياح قوية

* تساقط البَرَد 

يُقدّر العلماء أن سحابة واحدة من هذا النوع قد تُنتج ما يقارب 10⁸ جول من الطاقة الحرارية، أي ما يعادل طاقة انفجار 20 طناً من مادة TNT.

 والأكثر إدهاشاً، أن كل هذه الطاقة تنبع من عنصرين بسيطين: الهواء الساخن والرطوبة.

هل هناك ما يدعو للقلق؟

لحسن الحظ، لا توجد مؤشرات حالياً تدعو للخوف أو القلق من هذه الظاهرة في تونس، حيث لم تُسجل أي آثار سلبية أو تغيّرات حادة في الأحوال الجوية. 

يمكن للمواطنين مواصلة أنشطتهم الصيفية بشكل عادي، لكن يبقى من الضروري دائمًا متابعة النشرات الجوية وخاصة في مثل هذه الفترات الانتقالية من الطقس.مشهد مذهل يروي قصة الطبيعةالمثير في هذه الظاهرة، ليس فقط شكلها المهيب، بل القصة الكاملة التي ترويها عن ديناميكية الجو والطاقة الكامنة في الغلاف الجوي. 

فهي تذكير حي بأن السماء فوق رؤوسنا تعيش تحوّلات يومية معقّدة، غالبًا ما تمرّ دون أن نلاحظها. 

صور بعدسة حمادي بالحاج مولدي
✍️ بقلم: حمدي حشاد
أحدث أقدم

نموذج الاتصال