تشهد الجزائر وموريتانيا منذ أيام حالة من القلق الصحي بعد الإعلان عن ظهور إصابات مؤكدة بمرض الخُنّاق (الدفتيريا)، وهو داء بكتيري خطير يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات قاتلة إذا لم يُشخّص ويُعالج مبكراً.
وزارة الصحة الجزائرية أكدت تسجيل عشرات الحالات المؤكدة، من بينها حالات حرجة تتطلب عناية طبية مركزة. وأوضحت أن أعراض المرض تبدأ عادة في الحلق وتسبب ألماً وصعوبة في البلع مع تعب عام، بينما يؤدي التأخر في التشخيص والعلاج إلى مضاعفات تمسّ القلب والجهاز العصبي.
التلقيح... السلاح الأنجع ضد الخُنّاق
شددت السلطات الصحية في البلدين على أن التطعيم هو الوسيلة الأنجع للوقاية من هذا المرض، داعية المواطنين إلى استكمال جرعات التلقيح، خاصة الأطفال والمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.
كما أطلقت الجزائر حملات تلقيح واسعة في ولايات سكيكدة، الجلفة، وتمنراست ضمن برنامج استثنائي يهدف إلى تطويق الوباء، في حين وضعت موريتانيا العشرات من المخالطين تحت المراقبة الصحية الصارمة.
خبير أوبئة: العدوى تنتقل عبر الهواء والملامسة المباشرة
الخبير في علم الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، عدي ورّاد، أوضح أن مرض الخُنّاق سببه بكتيريا تدعى كورينيبكتيريوم دفتيريا، وتنتقل العدوى بسهولة في الأماكن المغلقة أو ذات التهوية الضعيفة، محذّراً من أن غياب التلقيح أو ضعف المناعة يسهم في عودة ظهور المرض بعد سنوات من اختفائه.
وأضاف أن العدوى قد تنتقل كذلك عبر ملامسة الأدوات أو التنفس المشترك، مؤكداً على ضرورة اتباع قواعد النظافة العامة والتطعيم المنتظم لحماية المجتمع.
تونس: الوضع الصحي مطمئن ووزارة الصحة تؤكد استمرار برامج التلقيح
في تونس، أكدت وزارة الصحة أن الوضع الصحي مستقر ولا يدعو للقلق، بفضل نجاح البرنامج الوطني للتلقيح الذي يشمل لقاح الدفتيريا ضمن التطعيمات الأساسية للأطفال.
وأوضحت الوزارة أن البلاد لم تسجل أي تفشٍّ للمرض منذ سنوات، مشيرة إلى أهمية مواصلة حملات التلقيح والحرص على أخذ الجرعات التذكيرية في مواعيدها.
الخاتمة:
رغم المخاوف الإقليمية من عودة مرض الخُنّاق إلى الواجهة في بعض دول الجوار، يبقى الوضع في تونس مطمئناً بفضل نظام صحي وقائي ناجح وبرامج تلقيح فعالة. ومع ذلك، تظل اليقظة الصحية والوعي المجتمعي عاملين أساسيين للحفاظ على أمن البلاد الصحي
Tags
أخبار اليوم