منير بن صالحة يكشف عن كلمة مشفّرة في خطاب رئيس الجمهورية مرت مرور الكرام

أثار الرئيس التونسي قيس سعيّد اهتمام المتابعين خلال كلمته الأخيرة، عندما استشهد ببيت شعري للشاعر الأموي جرير، المعروف بمعاركه الأدبية الشهيرة ضد خصميه الفرزدق والأخطل. البيت الذي قال فيه الرئيس جاء على النحو التالي:

 «إذا وضعتُ على الفرزدقِ ميسَمي … وضغا المغيثُ فجدعتُ أنفَ الأخطلِ»

هذا البيت، كما أوضح المحامي منير بن صالحة، ليس مجرد استعارة شعرية أو تزيين لغوي في خطاب سياسي، بل يحمل دلالات رمزية عميقة ورسالة واضحة المعنى.

تفسير البيت الشعري ومعناه

يفسّر منير بن صالحة معنى البيت قائلاً إنّ “الميسم” هو أثر النار حين توسم به الإبل، وهو أثر لا يُمحى مهما مرّ الزمن. أما عبارة “جدعت أنف الأخطل”، فتعني إذلال الخصم ومحوه معنوياً، وطمس كبريائه إلى الأبد.

وأضاف بن صالحة أن الرئيس، من خلال هذا الاستشهاد، لم يكن يردد بيت شعر عشوائياً، بل أراد أن يبعث برسالة سياسية مشفّرة مفادها أن الصراع بالنسبة إليه ليس مؤقتاً ولا تكتيكياً، بل هو معركة بقاء وذاكرة، حيث ينتصر فيها من يترك الأثر، لا من يرفع الصوت.

رسالة سياسية بين السطور

يرى المحامي أن الرسالة التي تضمّنها هذا البيت تجاوزت الشكل الأدبي لتتحول إلى رمز سياسي قوي، يعبّر عن رؤية الرئيس لنمط الصراع السياسي في تونس. فالرئيس، وفق قوله، يعتبر أن التاريخ لا يذكر من يعلو صوته، بل من يترك بصمته في ذاكرة الأمة.

وختم بن صالحة تحليله قائلاً: “هي رسالة مشفّرة بلغة جرير، لكن معناها واضح: قد يعلو الخصوم اليوم، لكن الوسم الأخير سيكون باسمه”.

يؤكد منير بن صالحة أن تفسيره لهذا البيت لا يحمل موقفاً سياسياً، وإنما هو قراءة تحليلية أدبية محايدة لكلمة الرئيس وما تضمنته من رموز شعرية وتاريخية.
 وختم قائلاً: “والله أعلم”.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال